×

أخر الأخبار

الحوار الاستراتيجي.. واشنطن تحقق مكاسب اقتصادية من بغداد والبرلمان يدعو الكاظمي لتوكيله بالتفاوض لإخراج القوات الأميركية

  • 6-04-2021, 23:49
  • 321 مشاهدة

تستعد الحكومة العراقية برئاسة مصطفى الكاظمي إجراء جولة جديدة مما يسمى بـ”الحوار الاستراتيجي” مع الولايات المتحدة الأميركية يوم الخميس (7 نيسان 2021) إلا أن الحكومة العراقية لم تكشف عن أجندة هذا الحوار والقضايا التي سيتم مناقشتها مع الجانب الأميركي.


وتهيمن أمريكا وحلفاءها على العراق عسكرياً، منذ الاحتلال عام 2003، من خلال رسم سياسات تجبر العراق فيها على الحاجة للتدخل الأمريكي والأجنبي على حساب المتطلبات الوطنية العراقية، حيث كانت هنالك محطات عديدة للتواجد الأمريكي والانتشار العسكري في العراق.

ويفسر مراقبون وجود الجولة الجديدة من الحوار الاستراتيجي إلى رغبة واشنطن في الإبقاء على حضور عسكري بالعراق.

ورغم أن الحكومة تزعم بأنها ستحصل على دعم اقتصادي أمريكي، إلا أن فوائد هذا الدعم ينعكس عليها ويبدو ذلك جلياً في توقيع اتفاقيات مع شركات أمريكية لدعم الاقتصاد، حيث قال وزير المالية العراقي علي علاوي، في 20 أغسطس 2020، أنه تم توقيع اتفاقيات مع وكالة التنمية الأمريكية (USAID) لإعادة برامجها في العراق ودعم الاقتصاد العراقي، خاصة في مجال التنمية الاجتماعية، وهي من أكبر المؤسسات التي أسهمت في عمليات إعادة إعمار العراق.

وكان مجلس النواب قد أصدر في مطلع العام الماضي قراراً يلزم الحكومة بإخراج القوات الأميركية من البلاد.

كما أجمع نواب من كتل سياسية مختلفة، على اهمية تضمين قرار مجلس النواب بخروج القوات الاجنبية من العراق ضمن أي مباحثات تجريها الوفود الحكومية مع الجانب الامريكي، ففي الوقت الذي اكد فيه عضو بالامن النيابية على ان العراق قالها مرارا وتكرارا بانه لم ولن يسمح بان تكون ارضه ساحة لتصفية الحسابات الدولية والاقليمية، اشار برلماني اخر الى ان خروج القوات الامريكية من العراق يمنع الدول الاخرى من التدخل بالشأن العراقي بعد زوال مبررات تدخلها.إذ أكد عضو لجنة الامن والدفاع البرلمانية كريم عليوي المحمداوي ان اي مفاوضات تجري بين الحكومتين العراقية والامريكية ينبغي ان يكون قرار مجلس النواب في إخراج القوات الامريكية حاضرا فيها بشكل أساس، داعيا الى توكيل الامر الى المفاوض البرلماني بحال عدم قدرة المفاوض الحكومي على تحقيق الهدف الأساس في إخراج جميع القوات الاجنبية من الارض العراقية.

ورغم الادعاءات الأميركية بأنها باشرت بتخفيض قواتها في العراق ألا أن جميع القوات المنسحبة تمركزت في قاعدتي عين الأسد بمحافظة الأنبار وحرير في أربيل كما شغلت القوات الأميركية منظومة باتريوت في (5 نيسان 2020)، وهو مايؤكد الكذب الأميركي والمراوغة في موضوع الانسحاب.

ويطالب مواطنون عراقيون حكومة الكاظمي بادراج موضوع التعويضات عن الأضرار التي لحقت بهم جراء الجرائم الأميركية المتمثلة بتعذيب السجناء وعمليات القتل التي جرت بدعى الأخطاء العسكرية.

وفي كانون الثاني 2018 قالت صحيفة الاندبندنت البريطانية إن الجيش الامريكي اعترف أن ما مجموعه 831 مدنيا عراقيا قتلوا خلال فترة ترمب
وفي 16 كانون الاول 2016 قصفت القوات الأميركية ثلاثة منازل سكنية في الحي الزراعي شمالي الموصل ما خلف شهداء وجرحى بين صفوف المدنيين ولم تمضِ سوى أيام قليلة حتى عاد طيرانه ليوجه ضرباته نحو منزلين تقطنهما عائلات مدنية في حي المالية بالمحور الشمالي.

وبعد مرور 17 يوماً قصفت الطائرات الأميركية أربعة منازل في منطقة الموصل الجديدة، في الجانب الغربي للمدينة، مما أودى بحياة 19 مدنيًا وإصابة نحو 42 آخرين، إصابات الكثير منهم كانت خطرة للغاية.
وفي 12 كانون الثاني 2017 تعرضت ثلاثة منازل في حي الضباط شرقي الموصل لقصف أميركي ما أدى إلى مقتل جميع سكانها.

وفي 26 ايلول 2014 استهدفت القوات الأميركية بعملية جوية تجمعا لجنود عراقيين في قاعدة عسكرية عند أطراف مدينة تكريت بمحافظة صلاح الدين.

وخلال الفترة من 7 تشرين الأول 2014 حتى نهاية 2020 شنت القوات الأميركية أكثر من 35 ضربة جوية استهدفت فيها قوات عسكرية عراقية بينهم الحشد الشعبي وحقول نفطية في محافظات مختلفة.

كما استهدفت مقاتلات حربية أميركية في (22 تشرين الاول 2016 ) ” حسينية” في منطقة داقوق جنوب مدينة كركوك ما أسفر عن استشهاد نحو 60 بينهم 16 امرأة وأكثر من 11 طفل، فضلاً عن عشرات الجرحى.
وفي هذا الصدد يقول الكاتب والمحلل السياسي حيدر الموسوي إن الحوار الاستراتيجي لا يشمل اخراج القوات الاجنبية مشيراً إلى وجود “املاءات” على الاشخاص المفاوضين، لافتاً إلى عدم وجود شخصية نيابية داخل الحوار مبيناً أن الشخصيات المكلفة بإدارة هذا الحوار لا احد يعرف احد عنها شيء.

وكان الأمين العام لعصائب أهل الحق سماحة الشيخ قيس الخزعلي قد دعا في (2 نيسان 2021) الحكومة العراقية أن تكون بمستوى مسؤولية ووطنية وشرف، فيما جدد رفضه لبقاء قوات عسكرية مقاتلة على أرض العراق
كما دعا الحكومة أيضاً إلى أن عكس قرار البرلمان مؤكداً أن فصائل المقاومة الإسلامية حملت السلاح وستحمله من أجل إنهاء الإحتلال العسكري وإزالة كل وجوده والقواعد العسكرية الأمريكية التي لن تريد الخير للعراق وإنما تريد الخير فقط للكيان الصهيوني .

وأشار الشيخ الخزعلي إلى أن عمليات المقاومة الموجودة حالياً ستستمر وتزداد كماً ونوعاً إذا لم توافق الولايات المتحدة على غلق القواعد في غرب ووسط وحتى في شمال العراق لأن شمال العراق هو شمال العراق وليس شمال دولة ثانية ولأن الشمال هو الشمال الذي نقاتل من أجله وقاتلنا وضحينا من أجله .