علق عضو لجنة العلاقات الخارجية، عامر الفايز، الخميس، على إعلان وزير الخارجية فؤاد حسين، فتح قنوات للحوار مع الجهات التي تستهدف البعثات الدبلوماسية في العراق.
وقال الفايز في تصريح صحافي، إن "الحكومة الامريكية انذرت العراق في حال عدم امكانيته في حماية البعثات والسفارات بانها ستغلق السفارة"، مبيناً أن "غلق السفارة الامريكية وعدد من سفارات الاتحاد الاوروبي وهذا ضد مصلحة العراق".
واشار إلى أن "المتحدث باسم الخارجية الامريكية قال لن نخرج من العراق ولن نغلق السفارة ولن يكون هناك ضرر بمصلحة الولايات المتحدة ولكنهم يضرون العراقيين، وهذا التصريح يختلف عن تصريح وزير الخارجية العراقي".
ولفت إلى أن "الحكومة الايرانية صرحت بانها لن تستهدف السفارات وليس لها علاقة بذلك، وهذا شأن ايراني وقد يكونون صادقين في قولهم، اما كلام وزير الخارجية بالتحاور مع الجهات التي تقوم بقصف السفارات اتصور ان الامر غير دقيق لان الجهات غير معروفة"، مبيناً أن "قوات الحشد الشعبي وفصائل المقاومة تبرأت من هذا الامر"، متسائلا "من تحاور الحكومة جهات معلومة او لا؟ وإذا كانت معلومة وتقوم باستهداف العراقيين على الحكومة اتخاذ اجراءاتها وليس التحاور معها".
وكان وزير الخارجية، فؤاد حسين قال، أمس الأربعاء، إنه تم فتح قنوات حوار مع بعض فصائل المقاومة التي تستهدف البعثات الدبلوماسية والسفارات.
وذكر حسين خلال مؤتمر صحفي في العاصمة بغداد، أنه "تم فتح أبواب النقاش مع فصائل المقاومة للحوار بخصوص استهداف البعثات، وخصوصاً أن بعض الفصائل لديها توجهات سياسية وهي من ضمن المنظومة السياسية".
وأضاف، أن "اجتماع سفراء الاتحاد الاوروبي في العراق مع رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي، ناقش قرار الإدارة الأمريكية بغلق سفارة واشنطن والانسحاب من العراق"، مبيناً أن "الكاظمي أكد أن واجب الحكومة الالتزام بالقوانين وحماية البعثات الدبلوماسية".
وتابع حسين، أن "الاجتماع بحث خطورة القرار الأمريكي بالانسحاب، وانه يبعث اشارت خاطئة سواء للمتطرفين الذين يقومون باستهداف البعثات الدبلوماسية، أو لتنظيم داعش".
وأكد أن "البعض يتصور أن هناك انتصاراً وهميا، بعد قرار الإدارة الأمريكية الانسحاب من العراق ومغادرة السفارة، إلا أن هذا الأمر سيؤدي إلى عزل العراق عن العالم، وأنه سيحرم البلاد من مساعدة العراقيين والحكومة في مواجهة تحدياتها".
وكشف وزير الخارجية، أن "الحكومة العراقية اتخذت الإجراءات الخاصة بحماية البعثات الدبلوماسية والمقرات والهيئات الدولية، ومن واجب الحكومة إيقاف الهجمات ضدها".
وتابع، أنه "نتمنى أن تعيد الإدارة الأمريكية النظر في قرار الانسحاب من العراق، لانه اتخذ في الوقت والمكان غير المناسبين"، مؤكداً: "نحن نتفهم الظروف الانتخابية في الولايات المتحدة، فالوضع في العراق مختلفاً عن أمريكا".
وقال حسين، إن "الحكومة العراقية أعربت عن عدم سعادتها تجاه القرار الأمريكي المبدئي، في الانسحاب من العراق وبعثت رسالة واضحة، أن العراق يرى أنه قرار خاطئ".
وبين أن "الاستمرار بتفجير العبوات الناسفة على قوات التحالف الدولي، واستهداف بعثات الدول بالصواريخ سيؤدي إلى انسحاب بعض الدول أيضاً من العراق، وهذا ما سيزيد الوضع خطورة في بغداد أمنياً واقتصادياً وسياسياً".
وأكمل الوزير، أن "استهداف البعثات الدبلوماسية، لا يعتبر مقاومة، بل يعد هجوماً على الدولة العراقية والسيادة واستهدافاً لأمن البلاد، وهذا ما أكدناه خلال اجتماعنا مع سفراء دول الاتحاد الأوروبي".
وأعلن حسين، أن "الحكومة العراقية ورئيس الوزراء، بدأ بالتواصل مع العديد من دول العالم، وبينا أن قرار الانسحاب الأمريكي سيؤدي إلى حرق العراق والمنطقة".
وأضاف، أن "الحكومة بدأت أيضاً بفتح قنوات للحوار مع فصائل المقاومة، بخصوص استهداف البعثات، والتوقف الهجمات بحجة المقاومة"، شاكراً "الأحزاب السياسية والفصائل والحشد، بعد استنكار الهجمات وإدانتها".
وبشأن الصراع الأمريكي الايراني، قال وزير الخارجية، إن "العراق يتمنى حل المشاكل بين الولايات المتحدة وإيران بالحوار، لان التوتر بين البلدين أصبح جزءاً من الواقع العراقي".
وأضاف، أن "زيارتنا الى ايران جاءت لتوضيح القرار العراقي وكنا صريحين بان هذه العمليات ستؤدي الى فوضى السلاح، ليست في العراق بل في المنطقة، مبيناً أن "طهران وعدتنا ببذل الجهد من اجل استقرار العراق، واكدت لنا ان لا علاقة لها باستهداف البعثات الدبلوماسية".