تعهد رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي السبت بالقصاص من كل من تورط بدم العراقيبن وبينهم ضحايا من المتظاهرين ودعا الى الكف عن المزايدات واستغلال مشاعر الناس ممن يريد تمرير مشاريع سياسية ومصالح اقتصادية منوها الى انه بدم العراقيين اغتنى طرفان: داعش والخارجون على القانون.
ووجه الكاظمي خلال استقباله في القصر الحكومي ببغداد لعوائل ضحايا التفجير المزدوج في ساحة الطيران بوسط بغداد بمتابعة طلباتهم والاسراع بتنفيذها من قبل فريق عمل من مكتب رئيس الوزراء ومؤسسة الشهداء.
وقد ادى هذا الانفجار الذي نفذه انتحاريان ينتميان الى تنظيم داعش في 23 من الشهر الحالي الى مصرع 32 مواطنا وأصابة 110 آخرين واثار غضبا داخليا ودوليا.
وخاطب الكاظمي عوائل ضحايا الفجير المزدوج في كلمة له تابعتها "ايلاف" قائلا "أنا أب واخ لكل الذين سقطوا بلا ذنب في شوارع بغداد، وواجبي الانساني والاخلاقي يقتضي البحث عن القصاص العادل ". واشار الى ان المدعو والي العراق بعصابات داعش "ابو ياسر العيساوي" الذي قتل بعملية عسكرية عراقية نوعية مؤخرا بعد اسبوع من تفجير ساحة الطيران "كنا نتابع تحركاته منذ اشهر وفي كل مرة نحاول فيها القضاء عليه تواجهنا العراقيل وبعد حادثة ساحة الطيران والهجوم على الحشد في صلاح الدين اقسمت امام العراقيين ان دم هؤلاء الضحايا الابرياء لن يضيع هدراً .. والثمن لن يكون قياديا هنا او هناك بل رأس هذه العصابة الاجرامية التكفيرية".
واضاف الكاظمي ان قادة وعناصر كل القوى الامنية والاستخبارية والعسكرية لم يقصروا فقد ربطوا الليل بالنهار في متابعة هذا المجرم ومن معه وهم المخططون والمنفذون والمتورطون بسفك دماء ابنائنا.. وعندما حانت ساعة الصفر للقصاص .. صليت ركعتين حمدا وشكراً لله واتخذت أمر الهجوم والحمد لله كانت النتيجة رؤوس التنظيم ".ووجه الكاظمي رسالة الى العراقيين قال فيها " رسالتي كرئيس للسلطة التنفيذية والقائد العام للقوات المسلحة في العراق العظيم : دم العراقي غالي وسينال كل من تورط بدم العراقيبن قصاصه العادل .. وهذا لايشمل فقط شهداء الطيران وصلاح الدين بل كل شهداء العراق ومنهم شهداء تشرين" في اشارة الى ضحايا تظاهرات الاحتجاج التي انطلقت في العاصمة ومحافظات الوسط والجنوبية مطلع تشرين الاول اكتوبر 2019 وادت الى مصرع 560 متظاهرا واصابة 21 الفا آخرين بحسب احصاءات رسمية.
واضاف "دم مصطفى الكاظمي أو أي مسؤول عراقي ليس اغلى من دم بائع الشاي او علي او عمر وحسين في ساحة الطيران .. وليس اغلى من دم شهداء الحشد في صلاح الدين او شهداء العراق في ساحة التحرير او الحبوبي او البصرة .. هذه السلطة زائلة .. لكن الدم لايزول .. قرون طويلة لا تمحي الدم ".
الارهابييون والفسادون اغتنوا بدماء العراقيين
وشدد بالقول "كفى مزايدات واستغلال لمشاعر الناس ممن يريد تمرير مشاريع سياسية ومصالح اقتصادية .. وبدم شهداء العراق اغتنى طرفان .. داعش والخارجون على القانون كلاهما يستثمران الدم للحصول على اموالكم وحقوقكم.
واشار الى ان "كلمة شهيد ترافق العراقيين منذ سنوات طويلة، حتى بتنا نصنف الشهداء هناك شهداء لحروب صدام .. وهناك شهداء لمقاومة صدام وهناك شهداء لعمليات عسكرية، وهناك شهداء لتظاهرات، كفى.. كل دم عراقي بريء هو شهيد في العراق له نفس الحقوق .. قدمنا قانونا الى مجلس النواب واتمنى اقراره .. من المعيب ان نصنف الدم العراقي .. الدم هو الدم العراقي وهذا يحملنا مسؤولية اخلاقية كبيرة".
وقال " داعش ومن والاهم بيننا وبينهم دم العراقيين والخارجون على القانون بيننا وبينهم دم العراقيين والدم واحد". واضاف معزيا عوائل الشهداء " اعزيكم واعزي نفسي .. واقف امامكم لاقول .. ثمن كل هذا الدم العراقي هو الدولة .. اذا دفعنا كل هذا الدم ولم نصل الى الدولة سيلعننا التاريخ جميعا، الدولة هي وليّ دمكم ودمي ودم كل العراقيين وعلينا جميعا ان نبني الدولة العراقية القوية الحرة المقتدرة وحينها فقط نكون قد اقتصصنا للدم العراقي الطاهر الذي سال من اجل الدولة.
وكان الكاظمي قد اعلن الخميس الماضي عن قتل نائب والي تنظيم داعش في العراق ابو ياسر العيساوي الذي وصفه بزعيم عصابة الشر وذلك بعملية عسكرية في محافظة كركوك الشمالية.
وكتب الكاظمي على حسابه بشبكة التواصل الاجتماعي "تويتر" تغريدة تابعتها "من كربلاء الخبر " قال فيها "شعب العراق.. إذا وعد أوفى، وقد توعدنا عصابات داعش الإرهابية برد مزلزل، وجاء الرد من أبطالنا بالقضاء على زعيم عصبة الشر، أو مَن يطلق على نفسه "نائب الخليفة ووالي العراق" في التنظيم، أبو ياسر العيساوي، في عملية استخبارية نوعية. الحمد لله على هذا النصر .. عاش العراق".
ومن جهته اوضح اللواء يحيى رسول المتحدث باسم مكتب القائد العام للقوات المسلحة في تصريح متلفز ان عملية قتل أبو ياسر العيساوي تمت بوادي الشاي في محافظة كركوك الشمالية واصفا اياه بأنه " أكبر رأس لداعش في العراق". واشار الى ان ألعملية نفذت بالاشتراك بين جهاز مكافحة الإرهاب وجهاز المخابرات وبدعم من قوات التحالف الدولي حيث قتل مع العيساوي 17 فردا من مساعديه.
وكان العراق قد اعلن النصر على داعش عام 2017 بعد حرب استمرت ثلاث سنوات وحظيت بدعم من التحالف الدولي وبرغم ذلك لا يزال التنظيم يشن هجمات خارج المدن الرئيسية وخاصة في شمال وغرب البلاد وصولا الى العاصمة التي نفذ فيها التفجير الانتحاري المزدوج الخميس من الاسبوع الماضي.