كشف مصدر سياسي مطلع، اليوم الثلاثاء، عن قيام القيادات الشيعية بأجراء اتصالات مع الاتحاد الكردستاني لإيقاف التصعيد ومنع الصدام المسلح في السليمانية.
وقال المصدر لـ( بغداد اليوم )، ان "القيادات الشيعية اجرت اليوم اتصالات مع حزب الاتحاد الكردستاني لإيقاف عملية التصعيد السياسي الذي تشهده محافظة السليمانية".
وأضاف ان "الهدف من تلك الاتصالات التي اجريت من قبل قيادات شيعية بارزة، هو إيقاف التصعيد ومنع وصول الى الامر الى الصدام المسلح بين قادة الاتحاد الكردستاني".
وشهدت السليمانية المعقل الرئيسي لحزب الاتحاد الوطني الكردستاني، توترات أمنية وسياسية، على خلفية اتساع دائرة الخلاف داخل عائلة طالباني التي تتزعم الحزب.
وانتخب المؤتمر الرابع لحزب الاتحاد الوطني في صيف العام الماضي كلا من لاهور شيخ جنكي وابن عمه بافل طالباني كرئيسين مشتركين للاتحاد الوطني خلفا للأمين العام الراحل جلال طالباني.
وبحسب مصادر من داخل الاتحاد الوطني فأن الاتفاق جرى على أن يتولى شيخ جنكي قضايا الاتحاد الوطني في بغداد، وبافل طالباني القضايا داخل إقليم كردستان، على أن يبقى الملف الأمني بيد شيخ جنكي الذي يتولى شقيقه بولاند قيادة جهاز مكافحة الإرهاب، فيما يتولى شيخ جنكي رئاسة وكالة الحماية والمعلومات "زانياري" بنفسه.
وخلال الفترة الماضية يقال إنه بدأ صراع مخفي للاستحواذ على الملف الأمني وحصر النفوذ بأولاد جلال طالباني بافل وشقيقه قوباد الذي يتولى منصب نائب رئيس حكومة إقليم كردستان.
وتفجر الخلاف على آثر قيام قوباد طالباني بتغيير مسؤول وكالة الحماية والمعلومات، فضلا عن قائد مكافحة الإرهاب في السليمانية، الأمر الذي تطلب نشر مفارز وانتشار لقوات أمنية كبيرة في أرجاء السليمانية، فيما وصف الإعلام المقرب من لاهور شيخ جنكي هذا الأمر بالانقلاب الأبيض وتسليم السليمانية للحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني.
وكشفت مصادر سياسية عن دخول رئيس الجمهورية والقيادي في الاتحاد الوطني الكردستاني برهم صالح على خط الوساطة بين بافل طالباني ولاهور شيخ جنكي.
وقالت لـصحفي، أن "صالح حاول جمع الطرفين على طاولة اجتماع واحدة في منزله في السليمانية وإنهاء الخلاف، لكنه فشل، بسبب إصرار بافل طالباني على حصر جميع المناصب بيده وتغيير صفته من الرئيس المشترك إلى رئيس الاتحاد الوطني".
وقامت قوات امنية بمهاجمة مقر عدد من القنوات ووسائل الإعلام التابعة إلى لاهور شيخ جنكي وعبثت بمحتوياتها وصادرت الأجهزة، قبل أن تقوم بإغلاق جميع المقرات التابعة لشيخ جنكي.
وفي الأثناء أصدر مركز ميترو للدفاع عن الحريات الصحافية في الإقليم بيانا استنكاريا لمهاجمة وسائل الإعلام التابعة لشيخ جنكي، معتبرا ذلك اعتداءً على حرية الصحافة والإعلام.