حذر مسؤولون ومختصون، السبت (19 حزيران 2021)، بأن قلة واردات المياه القادمة من إيران، بسبب بناء الأخيرة للسدود على مجرى الأنهر، "ستؤدي إلى كارثة حقيقية". محافظات السليمانية وكركوك وديالى وصلاح الدين".
وخلال السنوات الماضية، عمدت إيران تغيير مسارات عدد من الأنهر الداخلة للعراق وبناء سدود عليها ونفق مائي بطول 47 كم تحت الأرض، ما أدى إلى انخفض كبير في مستويات نهري سيروان والزاب اللذين ينبعان منها، وفق تصريحات وتقارير عراقية، رسمية وغير رسمية.
وأدى هذا إلى إلحاق أضرار بالزراعة في المحافظات العراقية التي تعتمد على مياه تلك الأنهر، فيما أكد مسؤولون عراقيون الشهر الماضي أن التدفقات القادمة من شمال غرب إيران إلى سيروان والزاب الصغير "قد انخفضت بشكل كبير".
وينبع الزاب الصغير أيضًا من جبال زاغروس الإيرانية ويمر عبر دوكان، وهي بلدة تبعد 70 كيلومترًا عن السليمانية، ثم ينضم إلى نهر دجلة.
ويؤثر نقص المياه على مشاريع الزراعة والصيد والسياحة وانتاج الطاقة، فضلاً عن مياه الشرب في مدن السليمانية وحلبجة وكركوك وديالى.
ويرجع انخفاض منسوب المياه بشكل "أساسي" وفق مختصين، إلى "16 عشر سداً شيدتها إيران على نهر سيروان"، وأكبرها سد داريان في محافظة كرمانشاه، الذي اكتمل في عام 2018 ويقع على بعد 28 كيلومترًا من الحدود العراقية.
ويقول مدير الموارد المائية في محافظة كركوك، زكي كريم ، إن "مخزونات المياه شهدت تراجعاً كبيراً هذا العام بسبب قلة الأمطار في العراق، ما أدى إلى انخفاض خزين سد دوكان إلى أقل من 50 بالمئة عن مستواه في العام الماضي".
وأضاف، أن "هذا الأمير يولد قلقاً حقيقياً"، مستدركاً "لكن في كركوك، لا يوجد خطر كبير في هذه الفترة، لأن الواردات المائية القادمة من سد دوكان كافية لتغطية الحاجة الفعلية للمحافظة".
ولفت كريم إلى أن "قلة الامطار في السنوات الأخيرة ساهم في زيادة مساحات التصحر في العراق، ونعمل وفق خطة علمية لسد حاجة المحافظة من المياه الواردة الينا من سد دوكان".
من جانبه، قال المختص في شؤون المياه، الأكاديمي قيس الأحمدي ، إن "هناك نقصا كبيرا في كميات المياه الواردة الى سد دوكان ودربنديخان، بسبب بناء إيران العديد من السدود على هذه الأنهر المغذية لروافد سيرون ونهر الزاب الصغير، ما أثر على مستويات الخزيان في هذين السدين".
ويقع سد دربنديخان (65 كم جنوب شرقي السليمانية)، على نهر سيروان، الذي ينبع من جبال زاغروس في إيران وينتهي في نهر دجلة جنوب شرق بغداد. ويتسع السد لثلاثة ملايين متر مكعب ويستخدم للري والسيطرة على الفيضانات وإنتاج الطاقة الكهرومائية والاستجمام.
وأشار الأحمدي إلى أن "بناء إيران نفق مياه نوسود الذي يبلغ طوله 47 كم والمرتبط بسد داريان، والذي يتمثل هدفه الرئيسي في تحويل المياه من النهر إلى داخل الاراضي الايراني يمنع وصول غالبية كميات المياه الى داخل الاراضي العراقية".
ودعا الحكومة العراقية الى فتح ملف المياه مع ايران، عبر وزارة الخارجية ، ومناقشة مسألة قيامها ببناء السدود وتحويل مسارات نهري سيروان والزاب الصغير المغذية لسدي دوكان ودربند ديخان.وتابع أن "أغالبية المحافظات الشمالية تعتمد على هذين النهرين كما أن على ايران مراعاة نقص المياه في نهر دجلة".
زيادة التصحر
من جهته، قال عضو الجمعيات الفلاحية في كركوك، عبد الستار حسن ، إن "قلة الأمطار والمدفوعات المائية ساهمت بزيادة مساحات التصحر في المحافظة التي فقدت نحو 25% من مساحاتها الزراعية التي تقدر بأكثر من 6 ملايين دونم جنوب وجنوب غرب كركوك، بسبب قلة الموارد المائية".
ودعا حسن الى "ضرورة تدخل حكومي عاجل لمنع كارثة انسانية تلوح في الافق"، مشدداً على أنه "يجب حماية حقوق العراق المائية مع ايران وتركيا".
وفي السليمانية، تظاهر عشرات الناشطين في مجال البيئة اليوم السبت ,(19 حزيران 2021)، احتجاجاً على "قطع" إيران وتركيا للمياه عن العراق، وطالبوا بغداد بالتدخل دبلوماسياً لوقف ذلك.
وقال أحد هؤلاء، ويدعى نبيل إبراهيم إن "مجموعة من النشطاء في مجال البيئة نظموا وقفة احتجاجية ضد السياسات المائية الايرانية والتركية بحق العراق واقليم كردستان"، مبيناً أن "اثار الجفاف بدأت تظهر بشكل واضح في عدة مناطق بالعراق جراء قطع مياه الانهر من قبل ايران وتركيا".
وأضاف أن "الجفاف تسبب بتهجير أكثر من 7 ملايين مواطن من مناطقهم خلال الفترات الماضية".