في الوقت الذي تراجعت به ساعات تجهيز الطاقة الكهربائية في عموم المحافظات العراقية الى مستوى غير مسبوق بواقع ساعتين أو ثلاث باليوم الواحد، حذر نواب من انهيار في المنظومة الكهربائية بشكل عام، في حال لم تتخذ الحكومة إجراءات عاجلة، محملين إياها مسؤولية ذلك.
ومنذ نحو أسبوعين، شهدت أغلب المحافظات العراقية، شبه انعدام بتجهيز الطاقة، ووصلت ببعض المناطق الى أقل من ساعة واحدة باليوم الواحد، وأحيانا تهبط الى الصفر، الأمر الذي دفع بأهالي عدد من المحافظات، ومنهم مواطنون في البصرة والقادسية، والمثنى، إلى التظاهر أمام محطات الكهرباء للمطالبة بالتزود بالطاقة.
النائب عن ائتلاف الوطنية، كاظم الشمري، دعا اليوم الأربعاء، الحكومة إلى إيجاد حلول لمشكلة تجهيز الطاقة، محذرا من انهيار متوقع للمنظومة الكهربائية في حال عدم اتخاذ خطوات عاجلة من قبل الجهات المسؤولة.
وقال الشمري، في بيان صحافي، إن "المنظومة الكهربائية تعرضت في الأيام السابقة إلى انهيار كبير بسبب توقف تجهيز الغاز المستورد إلى العراق لأسباب عديدة"، مبينا أن "هذا الوضع سيبقى قائماً ما لم نجد حلاً دائماً لمشكلة تجهيز المحطات العراقية التي صممت على الغاز، فاستمرار الاعتماد على الغاز المستورد فقط يخل بالأمن الوطني العراقي، ويعرضه إلى خطر كبير في حال توقفت إمدادات الغاز لأي سبب كان".
وأضاف أن "العراق يمتلك العديد من الحلول لتقليل الاعتماد على الغاز المستورد وتعظيم موارده المحلية، وأكثر هذه الحلول فعالية وجاهزية هو تنفيذ جولة التراخيص الخامسة المتعلقة باستخراج الغاز من حقول ديالى الغازية حيث تتواجد كميات هائلة منه تتجاوز أكثر من 10 ترليونات قدم مكعبة".
وأكد أن "بإمكان هذه الحقول رفد منظومة الغاز بأكثر من مليار قدم مكعبة من الغاز وهو ما سيقلل الاعتماد على المصادر الأخرى إلى مدى كبير، فضلا عن توفير عشرات الآلاف من فرص العمل وتنشيط عجلة الاقتصاد في هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها العراق".
من جهتها، وعدت وزارة الكهرباء العراقية، بحل عاجل للأزمة، مستندة إلى تعهدات حصلت عليها من الجانب الإيراني لحل أزمة توريد الغاز إلى العراق.
وقال المتحدث باسم الوزارة أحمد موسى، لوكالة الأنباء العراقية الرسمية إن "زيارة وزير الطاقة الإيراني للعراق كانت مثمرة ونتج عنها بحث جميع المشاكل العالقة وذات الشأن المرتبط بتجهيز الغاز وكانت هناك اتفاقات بروتوكولية وتعاون مشترك"، مبينا أن "استئناف ضخ الغاز الإيراني سيبدأ من مساء اليوم، وأن ساعات تجهيز الطاقة للمواطنين ستشهد تحسناً خصوصا للمناطق التي تأثرت بضخ الغاز".
ويؤكد مسؤولون حكوميون، أن أزمة الطاقة الكهربائية، مرتبطة بالفساد المستشري في الوزارة، وأن عدم تجهيز المحطات بالغاز المستورد أو البحث عن بدائل يعود إلى الفساد.
وقال عضو في لجنة النزاهة البرلمانية، لـ"من كربلاء الخبر "، إن "هناك ملفات فساد خطيرة، وصفقات أبرمها مسؤولون عراقيون مع الجانب الإيراني بشأن توريد الغاز الى المحطات العراقية، فضلا عن ملفات متراكمة أخرى في الوزارة، كلها تسببت بهذه الأزمة"، مبينا أن "لجنته تعمل حاليا على جمع عدد من الوثائق لتقديمها إلى البرلمان لأجل مساءلة المسؤولين عن ملف الطاقة".
وأضاف، أن "ملف الطاقة الكهربائية شائك، جدا وأن حجم الفساد فيه خطير، يصعب حله، سيما أن هناك أحزابا كبيرة وجهات متنفذة تقف وراءه".
ويستورد العراق 50 مليون متر مكعب من الغاز الإيراني يومياً لتشغيل محطات الطاقة الكهربائية العاملة بالغاز، التي جرى تشييدها خلال السنوات الماضية، فيما يتهم برلمانيون وسياسيون عراقيون حكومات بلادهم المتعاقبة بتعمد تعطيل استثمار حقول الغاز لاستمرار الاستيراد من إيران.