رغم مرور أقل من شهر على التظاهرات التي عمت محافظات عراقية احتجاجاً على سوء خدمة الطاقة الكهربائية، لم تشهد الخدمة تحسناً واضحاً خاصة مع عودة الارتفاع بدرجات الحرارة، وفي ظل تصاعد الغضب الشعبي من ذهاب الاموال الضخمة التي خصصت لوزارة الكهرباء منذ 17 عاماً هباءً منثورا، ومع اعلان وزارة الكهرباء وصول انتاج الطاقة مستويات قياسية بانتاج الطاقة بلغت وفقا لبيان رسمي معدلا بإنتاج 19200 ميكاواط للمنظومة الوطنية، يرى نواب ان الفساد المالي وسوء الادارة يقفان بحجرة عثرة امام تحسن الخدمة.
ومع منتصف تموز الماضي، تجددت في العديد من مدن الوسط والجنوب الاحتجاجات "الموسمية" على تردي خدمات قطاع الطاقة الكهربائية بالتزامن مع درجات الحرارة الخمسينية على مستوى البلاد بظل ضرورة البقاء في البيوت تجنبا للإصابة بفيروس كورونا.
نواب: حل واحد ينهي الازمة.. والكهرباء ينخرها الفساد والمحسوبية!
ويقول عضو لجنة الطاقة النيابية هيبت الحلبوسي في حديث لـ وكالة من كربلاء الخبر إن "لجنته ناقشت خلال الاستضافة الاخيرة، لوزير الكهرباء التقصير في قطاع التوزيع والنقل والاهتمام بقطاع الانتاج فقط لان النقل والانتاج مرتبطان ببعضهما البعض".
وبين ان " وزير الكهرباء اوعز بعد الاستضافة بالاهتمام بالتوزيع والنقل ولا يقتصر التركيز على الانتاج وفك الاختناقات داخل الشبكة".
واشار الى ان "الاموال متوفرة لحل مشكلة الكهرباء ولكن هناك سوء ادارة وفساد مالي واداري في قطاع الكهرباء وهذان السببان يقفان حجر عثرة واذا حُلت هذه المشاكل ستحل ازمة الكهرباء خلال سنة او سنتين"
الى ذلك، قال عضو لجنة الطاقة، امجد العقابي، إن "لا اتصور ان وزارة الكهرباء ستلجأ الى قطاع الانتاج، وترك النقل والتوزيع للطاقة"، مشيرا الى ان "مهمة الوزارة الاساسية تكمن في ادارة النقل والتوزيع للطاقة الكهربائية، اكثر من الانتاج".
واشار "في حال اهتمت الوزارة فعلا بالانتاج والتوزيع والنقل، فانه يجب ان تعمل على توصيل الكهرباء بصورة صحيحة الى كافة المناطق، والقضاء على كل التجاوزات، وتغير الشبكات المتهالكة من هوائية الى ارضية مع ربط عداد الدفع المسبق وهذا الحل يمثل الاخير والنهائي لازمة الكهرباء في العراق".
"شرطان لتوفير الكهرباء 22 ساعة يومياً"
من جانبه، حدد عضو لجنة الطاقة في مجلس النواب، غالب محمد، شرطا مع سقف زمني لتوفير طاقة كهربائية للمواطنين لمدة 22 ساعة باليوم الواحد.
وقال غالب محمد، في حديث لـ" من كربلاء الخبر "إن "صناعة الكهرباء تتكون من مجموعة مراحل حتى وصولها للمواطن العراقي"، مبينا أن "المرحلة الأولى تبدأ من انتاج الطاقة ثم نقلها وتوزيعها إلى محطات التحويل والمحولات".
وأضاف محمد، أن "اي ضعف في اي مرحلة يؤثر ويضعف تجهيز الكهرباء"، مشيرا إلى أن "ذروة احتياج العراق للكهرباء هي 26 الف ميكا واط في الصيف"، مبينا أنه في "صيف العام الماضي 2019 وصلت ذروتنا إلى 19 الف ميكاواط".
وأكد، أن "المشكلة تكمن بهدر المال، حيث صرفت الحكومات العراقية منذ 2005 إلى الآن أكثر من 64 مليار دولار لتحسين اوضاع الكهرباء، ولم تتحسن".
وتابع عضو لجنة الطاقة في البرلمان، أن "وجود حكومة وطنية ووزارتي كهرباء ونفط مهنيتين، سيوفران خلال سنتين فقط الكهرباء للمواطنين لمدة 22 ساعة في اليوم الواحد، وهذا افضل من ربطها بالدول الاخرى".
ويوم امس، اعلنت وزارة الكهرباء، تحقيق لأول مرة إنجاز غير مسبوق بوصول إنتاج منظومة الطاقة لحاجز الـ (19200) ميكاواط".
وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى في تصريح نقلته وكالة أنباء عراقية إن "الوزارة حققت لأول مرة إنجازا غير مسبوق بوصول إنتاج منظومة الطاقة الكهربائية لحاجز ال (19200) ميكاواط والذي سينعكس إيجاباً على ساعات تجهيز الكهرباء للمواطنين".
وأضاف أنه " للمرة الأولى تحقق المنظومة معدلا بإنتاج 19200 ميكاواط وهذا الإنتاج بدأ يشعر به المواطن بشكل واضح بتحسن ساعات تجهيز الكهرباء".
واشار الى أن "النجاح تكلل بالاعتماد على ملاكات الوزارة الوطنية والجهود الذاتية وفي ظل تداعيات أزمة جائحة كورونا والعمل الدؤوب" حسب قوله.
وأشار إلى أنه "لأول مرة وصلت المنظومة إلى حمل الإنتاج 19200 ميكاواط في تاريخ منظومة الطاقة الكهربائية في العراق"، لافتا إلى أن "هذا الرقم غير مسبوق ومن شانه أن يسهم في رفع معدل ساعات التزويد للطاقة الكهربائية للمواطن".
وتابع موسى، أن "الوزارة تسعى إلى زيادة الإنتاج أكثر من خلال خطة تأهيل شاملة لكل المرافق الحيوية بالإنتاج والنقل والتوزيع".