ما الذي يستفاده العراق من رخصة الجيل الرابع للاتصالات

تحقيق: م. احمد الحسني/ ماجستير اتصالات.
 واقعا، سؤال منطقي: ما الذي يستفاده العراق من رخصة الجيل الرابع للاتصالات!؟ وهل نحن بحاجة الى هذا الجيل من الاتصالات!؟ واكرر السؤال في المقال السابق: هل استعجلت الحكومة بمنح رخصة الجيل الرابع !؟ في هذا الصدد قال خبراء ان دخول خدمات الجيل الرابع الى سوق الاتصالات المحلية في العراق، مبشر بما توفره من سرعات وسعات عالية للانترنت بفرص كبيرة أمام المستخدمين لتحسين تجارب استخدامهم لخدمات الاتصالات وبما تحمله من فوائد لتحسين حياتهم اليومية والعملية، فضلا عن الفرص الكبيرة التي توفرها هذه الخدمات في دعم القطاعات الاقتصادية كافة والمشاريع الريادية في جميع القطاعات لا سيما قطاع تقنية المعلومات، وتوقع اخرون ان تصل ايرادات الحكومة قرابة المليارين دولار سنويا. وأكد الخبير م. محمد عبدالامير ان دخول الجيل الرابع الى سوق الاتصالات المحلية يمثل اضافة مهمة للبنى التحتية للاتصالات في العراق، ويسهم في تعزيز واقع استخدام الانترنت الذي تبلغ نسبة انتشاره 65 % من السكان، فيما تصل نسبة انتشار الهواتف الذكية الى حوالي 75 % من اجمالي اشتراكات الخلوي في العراق بحسب بيانات السوق لهيئة الاعلام والاتصالات. وتستعد شركة الاتصالات العاملة في العراق (زين العراق، وكورك تليكوم، واسياسيل) لتشغيل شبكاتها للجيل الرابع التي تتميز بسرعات عالية جداً وسعات كبيرة، وبتغطية تشمل جميع المحافظات.  تتميز تكنولوجيا الجيل الرابع (4G LTE) بسرعات عالية جداً تصل الى 150 ميغابت في الثانية، ما يفتح آفاقا جديدة أمام استخدامات رقمية جديدة بحيث سيتوافر للمواطنين نوع مبتكر من عناصر الاتصال والتواصل يتسم بفاعلية وسرعة عالية. ويطلق على هذه الشبكات او التقنية الحديثة تقنية LTE وهي اختصار Long Term Evolution وهي معيار جديد لشبكات الجيل الرابع 4G في الاتصالات اللاسلكية للنطاق عريض الحزمة توفر سرعات عالية جداً لنقل البيانات بالمقارنة مع تقنيات ومعايير الجيل الثالث.  وبين الخبير التقني احمد الدليمي ان دخول الجيل الرابع سيعزّز خدمات الاتصال المرئي وبشكل سريع أثناء التنقل، وتدفق وصول الفيديو والتواصل الاجتماعي وعمليات التحميل عالية الجودة عبر الوسائط المتعددة، وتطوير خدمة “المكاتب المتنقلة” لرجال الأعمال عبر هواتفهم الذكية، مضيفا ان هذا الجيل من الاتصالات سيوفر خدمات مدمجة عالية الجودة تلبي احتياجات المشتركين المتنامية من حيث تنوع المحتوى والتطور التكنولوجي، كما سيمكن شركات الاتصالات من تسخير التقنية الجديدة بما يخدم إثراء تجربة زبائنها وتحقيق نمو في خدماتها الحالية كخدمة التلفزيون عبر بروتوكولات الإنترنت IPTV، وخدمة الوحدات المتصلة من جهاز الى جهاز Machine to Machine. ويرى الرئيس التنفيذي لشركة I-TECH محمد قاسم ان رخصة الجيل الرابع “ستشكل نقلة نوعية في الحياة اليومية للمواطن في جميع المجالات، وستقدم حلولا مبتكرة وتجربة غنية للقطاعات والافراد ورجال الأعمال ولأصحاب المهن الذين يتطلب عملهم وحياتهم سرعات وسعات عالية للإنترنت، مشيرا الى ان الكل بات مقتنعا باهمية انشتار استخدام الانتنرت اذ يسهم كل زيادة بنسبة 10 % في انتشار الخدمة في نمو الناتج المحلي بنسب تتراوح بين 1.5 % الى 3 % للبلد. من جهته قال مدير شركة الجديد لبيع اجهزة الاتصالات احمد وهيب أن تقنية الجيل الرابع للاتصالات ستسهم في إدخال تغيير في طبيعة النشاط الاقتصادي عن طريق تشجيع الابتكار في جميع المجالات بواسطة اعتماد حلول تقنية تشاركية، كما ستساهم التقنية الجديدة بزيادة فاعلية جميع قطاعات الأعمال الصغيرة والمتوسطة والأعمال الناشئة، وسوف تسهم في زيادة بيع الاجهزة الذكية الحديثة للاستفادة بشكل كبيرة من خدمات الـ 4G. فيما يقول الخبير بتكنولوجيا المعلومات م. احمد سليم ان دخول “الجيل الرابع” الى العراق يبشّر بفرص كبيرة لتطوير قطاع الاتصالات نفسه وتعزيز آثاره الاقتصادية المباشرة في التوظيف وخلق مصادر ايرادات جديدة، وتعزيز آثاره الاقتصادية غير المباشرة في خدمة كافة القطاعات الأخرى. واكد الخبير التقني اوس العوادي بان تطوير البنية التحتية للاتصالات نحو سرعات وسعات اعلى للانترنت اصبح ضروريا اليوم في ظل التحول الكبير من قبل المؤسسات والافراد نحو مزيد من أتمتة الاعمال والتواصل الافتراضي وتوسع مفاهيم الحوسبة السحابية والمدن الذكية والمنزل الذكية وخدمات الآلة إلى آلة، مضيفا انّ القطاعات او الصناعات الرقمية تحتاج مثل هذه الشبكات لصناعة الالعاب الرقمية، وتطبيقات الهواتف الذكية والانترنت، وغيرها من الصناعات. الخبير المالي عباس شاكر كشف عن نسبة الايرادات المتوقعة المتحققة للدولة بقرابة المليارين دولار سنويا عن الخدمات المقدمة من الحكومة لشركات الهاتف النقال ونسبة الشركاة لهيئة الاعلام والاتصالات مع هذه الشركات، موضحا ان خدمات الجيل الرابع ستحتاج الى سعات انترنت كبيرة توجب على شركات الهاتف شراء حزم انترنت من وزارة الاتصالات بما يقارب 250 مليون دولار لكل شركة اضافة الى اسعار امرار سعات الاتصالات عبر الكابل الضوئي وبوبات النفاذ الدولية، فيما بين ان نسبة الايرادات المتحققة للهيئة من بند الشراكة مع شركات الاتصالات من اجمالي الايرادات وفي هذه الحالة يتوقع ان تصبح الايرادات العامة المباشرة للدولة بمليارين دولار. ونوه شاكر الى ان هذه الايرادات لاتشمل ما تحققه التعاملات التجارية في السوق المحلية من زيادة اشتراكات المشتركين وزيادة اليد العاملة، وارتفاع كبير بمستوى بيع اجهزة الاتصالات الذكية وهذه يمكن ان تصل الى 3 مليار دولار . بهكذا إيرادات نعود الى السؤال: هل استعجلت الحكومة في منح رخصة الجيل الرابع ؟ الجواب في الخدمات والإيرادات اعلاه.