أثيرت في بغداد مخاوف على حياة صحافيين وردت اسماؤهم في محادثة مزعومة تكشف عن وجود خلية اعلامية في العراق مرتبطة بالحرس الثوري الايراني، وتفصح عن اسماء اعضائها وأماكن عملها.
عبر المرصد العراقي للحريات الصحافية في نقابة الصحافيين العراقيين عن "قلق بالغ وعميق على سلامة عدد من الصحافيين العراقيين البارزين الذين وردت أسماوهم في ما زعم أنه محادثة بين الكاتب والخبير الشهيد هشام الهاشمي وشخص لم يتسن معرفة هويته يشير فيه إلى ما تزعم المحادثة أنهم جزء من خلية تحريض".
ترويج وتحريض
اشار المرصد في بيان صحافي حصلت "من كربلاء الخبر " على نصه إلى أن "ما يدعو إلى الأسف أن تقوم قناتا "الحرة" و"العربية الحدث" بنشر تلك المحادثة ما يعد تحريضا على استهداف هولاء الصحافيين الذين يعملون في مؤسسات إعلامية عراقية".
وعبر المرصد عن استيائه من ترويج "عدد من الصحافيين لهذه المحادثة على منصات التواصل الإجتماعي، في ظروف غاية في التعقيد وتتزامن مع تظاهرات مزمعة يوم 25 أكتوبر الجاري".
وطالب المرصد العراقي للحريات الصحافية السلطات العراقية "بالكشف عن نتائج التحقيق في جريمة إغتيال الهاشمي والتوصل إلى دوافع نشر أسماء صحافيين وكتابا وروائيين ومحللين سياسيين في قضية معقدة تبعد الجناة الحقيقيين عن المساءلة وتقحمنا في جدل لا طائل من ورائه قد يتسبب بضياع دم الهاشمي ويزعزع السلم الأهلي".
حذر مصدر في نقابة الصحافيين العراقيين من خطورة هذا الترويج الذي وصفه بغير المبرر ويهدد سلامة شخصيات عامة ويتنافى مع المواثيق المهنية وألاخلاقية.
خلية اعلامية مرتبطة بإيران
كان حساب على تطبيق تلغرام للرسائل النصية المشفرة قد نشر الأربعاء محادثة مسربة للمستشار السابق للحكومة العراقية والمحلل السياسي الراحل هشام الهاشمي تحدث فيها بحسب القناتين عن خلية إعلامية تابعة للحرس الثوري الإيراني في بغداد.
وقُتل الهاشمي، وهو محلل معروف قدم المشورة للحكومة بشأن هزيمة مقاتلي تنظيم داعش وكبح نفوذ الفصائل المسلحة الموالية لإيران، برصاص مسلحين اثنين على دراجة نارية أمام منزل أُسرته في بغداد في يوليو الماضي.
وعبّر بعض أنصار تنظيم داعش عن سعادتهم بموته غير أنه لم تعلن أي جماعة مسؤوليتها عن قتله كما لم تشر الحكومة بأصابع الاتهام إلى جماعة بعينها.
وتناقلت حسابات عدة على مواقع التواصل الاجتماعي المراسلة المسربة. وبحسب المقطع المنشور، تحدث الهاشمي إلى شخص ما عن تفاصيل خلية إعلامية لكن لم تتضح هوية هذا الشخص. ويقول ناشطون عراقيون إن هذه الخلية تلمع صورة إيران وميليشياتها في العراق، وتحرض ضد المتظاهرين وتتحدث عن "طرف ثالت" يقتل المتظاهرين.
واجتاحت العراق في العام الماضي تظاهرات مناهضة للحكومة عندما خرج مئات الآلاف إلى الشوارع في احتجاجات حاشدة مطالبين بفرص عمل ورحيل النخبة الحاكمة التي يصفونها بالفاسدة، وإنهاء الهيمنة الايرانية على العراق، ما ادى إلى إطاحة رئيس الوزراء السابق عادل عبد المهدي في ديسمبر الماضي بعد مقتل نحو 600 متظاهر في حملة شنتها قوات الأمن ومسلحون موالون للميليشيات المرتبطة بايران.
وكشف الهاشمي في المراسلة التي جاءت بتاريخ 31 مايو الماضي وتحدثت عنها قناة "الحرة عراق" أسماء العاملين في تلك الخلية قائلا انها مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني ومكاتبها تقع في العاصمة بغداد.
بالأسماء
يوضح الهاشمي في المحادثة التي لم يتسن التأكد من صحتها أن هذه الخلية تتخذ من أحياء العرصات مقر قناة الاتجاه والصالحية قرب السفارة الإيرانية والكرادة شارع 42 مقر قناة أي نيوز مقرات لها، وأن رئيس الخلية هو آغا شاهيني (إيراني الجنسية) ومساعده قاسم قصير (لبناني الجنسية)، مضيفًا أسماء المحررين: نجاح محمد علي، عبد الأمير العبودي، مازن عبد الهادي الزيدي، عباس العرداوي.
كما أرسل الهاشمي أسماء فريق الخلية وهم: أحمد عبد السادة، علي المطيري، مهند العقابي، مازن الزيدي، محمد الخزاعي، أحمد هاتف، علي مراد الأسدي، أسعد البصري، باسم الماجدي. وأشار المحلل الراحل إلى أسماء علي فضل الله، جاسم الغرابي، حيدر البارزنجي، واثق الجابري، أمير القريشي ضمن فريق الخلية.
ولم تظهر المحادثة المسربة أي تفاصيل أخرى لكنها بدأت بطلب الهاشمي من الشخص المرسل إليه "السرية التامة" خوفا من انتقام الميليشيات الموالية لإير أن منه حيث كان يعيش الراحل في بغداد.