كشف رئيس اللجنة الامنية السابق في مجلس محافظة ديالى، صادق الحسيني، اليوم الاثنين، عن تفاصيل تكشف لأول مرة، تخص عملية مقتل زعيم القاعدة في العراق، ابو مصعب الزرقاوي، الذي قتل شمال غرب المحافظة قبل 14 عاما.
وقتل زعيم تنظيم القاعدة بالعراق أبو مصعب الزرقاوي وعدد من معاونيه في غارة جوية عام 2006 قرب بعقوبة مركز محافظة ديالى، وعرض الجيش الأميركي وقتها صورة لوجه الزرقاوي بعد قتله، ثم عرض شريط فيديو للغارة الجوية على منطقة هبهب على بعد نحو ثمانية كيلومترات شمال بعقوبة.
وعن تفاصيل العملية آنذاك، قال المتحدث باسم الجيش الأميركي، العميد بيل كالدويل، إن طائرتي إف 16 أميركتين ألقتا قنبلتين وزن كل منهما 500 رطل على المنزل المستهدف الذي كان يلتقي فيه الزرقاوي بكبار مساعديه، فيما بين أن امرأة وطفلا قتلا في الغارة، أكد أن المعلومات التي أدت إلى تحديد مكان زعيم تنظيم القاعدة جاءت منذ أكثر من شهر وستساعد في عمليات أخرى.
معلومات تكشف لأول مرة
وعن المعلومات التي أدت إلى مقتل الزرقاوي، يقول صادق الحسيني، إن "الحقيقة عن تحديد وكر الزرقاوي بقيت لسنوات غائبة عن الرأي العام العراقي والدولي"، مبينا أن "اصطياد زعيم القاعدة في العراق جاء بعد تحديد مكانه بدقة متناهية وتحديدا في قرية (عرب شوكة) قرب ناحية هبهب (20كم شمال غرب بعقوبة)، والذي تم من خلال عناصر استخبارية عراقية، وليست أميركية".
وأضاف الحسيني، أن "العناصر الاستخبارية العراقية، نجحت بأول اختراق نوعي للتنظيم عجزت عنه دوائر استخبارية دولية في حينها، على الرغم من أن الاذرع الاستخبارية المحلية كانت في وضع صعب من ناحية الدعم والحركة، وهي تواجه أشرس تنظيم متطرف في العالم".
واعتبر المتحدث باسم القيادة الوسطى الأميركية، فرانك باسكوال، خلال الإعلان عن مقتل الزرقاوي عام 2008، أن قتل الرزقاوي كان القرار الصائب، فيما رفض الكشف عن طبيعة المعلومات التي قادت إليه، في محافظة ديالى التي شهدت حظرا للتجول وسط انتشار أمني مكثف في بعقوبة مركز المحافظة، لحظة تنفيذ العملية.
وتابع رئيس اللجنة الامنية السابق في مجلس محافظة ديالى، أن "مدير ناحية هبهب الشهيد علي حساني الشمري كان له دور مهم جدا وفعال في رصد تحركات الزرقاوي من خلال تعاونه الوثيق مع الاستخبارات العراقية وصولا الى تحديد موقعه بدقة متناهية"، لافتا الى ان "القاعدة اغتالت الشمري بعد فترة من قتل الزرقاوي انتقاما منه لدوره الشجاع في القضاء راس الافعى التي كانت تهدد كل العراقيين بجميع مكوناتهم".
واشار الحسيني الى ان "هذه المعلومات تكشف لأول مرة عن الدور العراقي في مقتل الزرقاوي، لكن القوات الاميركية عمدت الى تزييف الحقائق وعدم بيان الدور الكبير للاستخبارات العراقية في انها صاحبة الفضل الكبير في الاستدلال على وكر الزرقاوي والقضاء عليه"، مؤكدا أن "الوضع الامني آنذاك وخطورة ذكر اسماء من شاركوا في اختراق القاعدة وكشف وكر الزرقاوي هي من اتاحت للأميركان ذكر روايتهم الوحيدة".
وأحمد فضيل نزال الخلايلة وكنيته أبو مصعب الزرقاوي مواليد العام 1966، وهو قيادي أردني في تنظيم القاعدة، أعلنت لاحقاً الحكومة الأردنية سحب الجنسية منه.
وكان الزرقاوي عضوًا في تنظيم القاعدة في العراق، وقاد معسكرات تدريب للمسلحين في أفغانستان، واشتهر بعد ذهابه إلى العراق كونه مسؤولاً سلسلة من الهجمات والتفجيرات الدامية في مناطق متفرقة من بغداد ومحافظات أخرى