كشفت وكالة اميركية، اليوم الخميس، عن مستقبل العلاقات بين بغداد وواشنطن، في ظل تصاعد وتيرة المطالبات العراقية برحيل القوات العسكرية الاجنبية من العراق، مؤكدة ان زيارة الجنرال الأمريكي في مشاة البحرية فرانك ماكنزي، الاخيرة الى بغداد ولقائه بالمسؤولين اوصلت تحذيرات شديدة اللهجة ستكون نتائج للانسحاب.
وقالت الوكالة في تقرير، نشرته اليوم، وترجمته انه رغم الخطاب “العدائي” الذي يظهر على السطح، يوجد “وراء الأبواب المغلقة” عدد كبير من المحادثات السرية التي تجري لتحديد مستقبل تلك العلاقات بين اميركا والعراق.
واضافت نقلا عن اثنين من كبار المسؤولين العسكريين العراقيين، الذين رفضوا الإفصاح عن هويتهم، قولهم إن “القيادة السياسية العليا” في العراق، يبدو أنها “جادة” في إعادة التفكير بالعلاقة الاستراتيجية مع الولايات المتحدة، فيما حذر المسؤولين من أن هذا يضع الاستعداد العسكري العراقي “على المحك”.
وأوضح المسؤولون العسكريون، وفقا لتقرير الوكالة، أن كل الأسلحة والطائرات والتكنولوجيا العسكرية بالأساس أمريكية، وكانت تستخدم في التصدي لتهديدات تنظيم “داعش” الإرهابي، ومحاولات عودته في شمال وغرب العراق، كما اشاروا الى وجود احتمالية فقدان تلك التكنولوجيا والعتاد، وضغطوا على القيادة السياسية لتجميد الحديث عن رحيل وانسحاب القوات الأمريكية الفوري.
وبينت الوكالة، إنها أطلعت على أبراج مراقبة جديدة وحواجز جديدة معززة في القاعدة الأمريكية بمدينة أربيل شمالي العراق، موضحة انه يتمركز حوالي 5200 جندي أمريكي في قواعد عراقية لدعم القوات المحلية التي تقاتل مسلحي “داعش”، وهي جزء من تحالف دولي أكبر دعت إليه الحكومة العراقية في عام 2014.
وقال مسؤول أمريكي طلب عدم الكشف عن هويته، وفقا للتقرير: انه “خلف الأبواب المغلقة أجرينا اجتماعات مع قادة الأحزاب الشيعية كلها تقريبا، وفي الاجتماعات الخاصة كان النهج مختلفا عن الخطاب العلني، وكانوا يبدون رغبة في الحفاظ على علاقة وشراكة ائتلافية”، مبينا انهم “قالوا صراحة إنهم يعتبرون أن الوجود الأمريكي ضروري لضمان أمن العراق”.
كما قال اثنان من المسؤولين العراقيين، بحسب الوكالة، إن “العراق أبلغت دبلوماسيين غربيين أنها تشكل لجنة لدراسة مسألة الوجود الأمريكي في العراق”، ولكن نفى في وقت سابق المبعوث الخاص للتحالف العالمي لهزيمة “داعش”، جيمس جيفري، وجود مثل تلك اللجنة.
وحذر الجنرال الأمريكي في مشاة البحرية الأمريكي، فرانك ماكنزي في تلك المسؤولين العراقيين من أن“الانسحاب الأمريكي الشامل سؤدي إلى نكسة كبيرة في القدرات العسكرية العراقية، خاصة تلك القوات التي تحارب داعش”.
وصادق البرلمان العراقي، في وقت سابق، على قرار يقضي بإخراج القوات الأمريكية من البلاد، على خلفية اغتيال قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، في محيط مطار بغداد الدولي بغارة أمريكية مطلع شهر يناير الماضي.
وتصاعد التوتر بين واشنطن وطهران، عقب إعلان وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون)، فجر الجمعة 3 يناير/ كانون الثاني الماضي، تنفيذ ضربة جوية بالقرب من مطار بغداد الدولي، أسفرت عن مقتل سليماني، والمهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، وآخرين، وفي 8 يناير/ كانون الثاني، شنت إيران هجوما صاروخيا على قاعدتين عسكريتين في العراق، بينها قاعدة عين الأسد، التي تضم نحو 1500 جندي أمريكي