صوت انفجار ثم صاروخان في المنطقة الخضراء، خرق أمني عكر هدوء ليلة بغداد، الإثنين 23 أيلول/سبتمبر، وسط تضارب في الروايات حول تسجيل خسائر بشرية من دونها.
وانفجرت عبوة ناسفة قرب ناد للمشروبات الكحولية في شارع النضال، وسط بغداد، مخلفةً أضرارًا مادية، وفق صور اطلعت عليها وكالة "من كربلاء الخير"، فيما قال المتحدث باسم وزارة الداخلية اللواء سعد معن، إن الحادث لم يسفر عن سقوط ضحايا.
بعدها بدقائق دوت صافرات الإنذار داخل المنطقة الخضراء، ثم سقط صاروخان في محيط السفارة الأمريكية. وقالت خلية الإعلام الأمني، إن "قذيفة هاون سقطت في ساحة ترابية فارغة في محيط المنطقة الخضراء، وثانية والآخرى في نهر دجلة ببغداد، دون حادث يذكر".
لكن مصادر أمنية قالت في تصريح صحفي لها إن "الهجوم وقع بصاروخين من نوع كاتيوشا انطلقا من منطقة الدورة، جنوبي العاصمة"، مبينة أن "استنفارًا أمنية شهدته المنطقة بحثًا عن المنفذين".
واستمرت الحركة بشكل شبه طبيعي داخل المنطقة الأمنية التي أتيحت للبغدادين بعد سنوات من الإغلاق، حيث كانت المنطقة محصنة أمنيًا ولا يسمح بمرور المواطنين عبرها، حتى العام الماضي، حين فتحت بشكل تدريجي أمام حركة المركبات.
بدوره، أكد التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة، أن الهجوم الصاروخي الذي استهدف المنطقة الخضراء لم يصب أي منشأة أمريكية.
وقال التحالف الدولي في بيانة له، : "لم یتم قصف أي مرفق أو منشأ يستخدم من قبل قوات التحالف أو الولایات المتحدة؛ لكننّا نأخذ ھذا الحادث على محمل الجد كما یفعل شركاؤنا في قوات الأمن العراقیة"، مشدداً : "لقد أوضحنا بأنه لن یتم التسامح بخصوص أي هجوم على الأفراد والمنشآت الأمریكیة، كما وتحتفظ قوات التحالف بالحق في الدفاع عن نفسھا".
يأتي الاستهداف الجديد ضمن سلسلة هجمات مستمرة ضد السفارة الأمريكية لا تؤدي غالبًا إلى أضرار مادية أو إصابات، فيما يراها مراقبون رسائل تهديد إلى الولايات المتحدة الأمريكية عبر "وكلاء إيران"
وتضم المنطقة المؤسسات الحكومية والدبلوماسية ومن بينها السفارة الأمريكية الأكبر في العالم، والتي تعد من أبرز "الأهداف" التي ترصدها فصائل مسلحة مناوئة للولايات المتحدة الأمريكية، وتضعها على قائمة المواقع التي يمكن استهدافها في حال اندلاع أي مواجهة، خاصةً بعد سلسلة الضربات التي شهدتها مواقع الحشد الشعبي في العراق، والتي تتهم إسرائيل بالوقوف خلفها بـ "تواطؤ" أمريكي