القت الخلافات السياسية والقانونية، وحتى الفنية بظلالها على عمل مجلس النواب العراقي بتشريع القوانين المهمة، حيث يؤكد نواب وجود قوانين مهمة لم ترى النور منذ سنين طويلة، بسبب تلك الخلافات.
من بين تلك القوانين (قانون النفط والغاز، قانون المحكمة الاتحادية، قانون الولايات للرئاسات الثلاث، قانون مزدوجي الجنسية، قانون المتجاوزين وتمليك العشوائيات، قانون من اين لك هذا)، وغيرها من القوانين، التي لم يصوت عليها البرلمان رغم قراءتها قراءة اولى وثانية.
مصالح القوى السياسية
ويقول عضو اللجنة القانونية في البرلمان العراقي سليم همزة، إن "تلك القوانين وغيرها الكثير معطلة ولم يصوت عليها البرلمان في الدوارات السابقة او الحالية، لوجود خلافات سياسية وكذلك خلافات على بعض الفقرات القانونية والفنية".
وبين همزة، في حديث لـ وكالة من كربلاء الخبر ان "المعطل الرئيسي لتشريع تلك القوانين هي الخلافات السياسية، فهناك قوى سياسية متنفذة لا تريد حل بعض المشاكل او الأزمات، بتشريع هكذا قوانين مهمة، فهي تريد ابقاء الوضع على ما هو عليه، كونه يصب في صالحها".
وأضاف ان "اللجنة القانونية، عملت خلال الفترة الماضية على جرد جميع القوانين المعطلة في الدورات السابقة، وهي تعمل على حل الخلافات عليها من الناحية القانونية والفنية، لكن يجب ان تكون هناك ارادة سياسية، حتى تمرر تلك القوانين".
من جانبه قال النائب عن تيار الحكمة علي البديري، ان "هناك عزما برلمانيا على تشريع القوانين المهمة المعطلة منذ سنين، بسبب الخلافات السياسية وغيرها، خصوصاً هذه القوانين العراق بحاجة لها في الوقت الحاضر، كونها تحل الكثير من الاشكاليات والأزمات وتساهم في بناء الدولة وفق الاسس الصحيحة".
وبين البديري في حديث لـ وكالة من كربلاء الخبر ان "بعض الجهات السياسية تعمل حتى الساعة، على عرقلة بعض القوانين، او العمل على تشريع قوانين وفق توجهات خاصة بها، وهذا هو اساس الخلاف، الذي عطل تشريع تلك القوانين طيلة السنوات الماضية، لكن في نفس الوقت هناك قوى برلمانية مؤثرة تعمل على تشريع تلك القوانين".
وأضاف ان "بعض القوانين، التي مضى عليها سنين ولم تصوت هي بحاجة الى ارجاعها الى الحكومة العراقية، لغرض اجراءات تعديلات واضافات عليها، وفق المستجدات على الساحة السياسية بمختلف الاصعدة، والبرلمان عمل على جرد كافة تلك القوانين، وسيعمل على ادراجها خلال الجلسات المقبلة، لغرض اكمال مناقشتها والتصويت على من تمت قراءته قراءة ثانية".
قوى "تعتاش" على الازمات
بالمقابل قال المحلل السياسي العراقي أحمد الشريفي، ان "الخلافات والصراعات السياسية اثرت بشكل كبير على عمل مجلس النواب، خصوصاً في الدورات البرلمانية السابقة، التي كانت تشهد صراعات ومشادات كبيرة بين مختلف القوى السياسية".
وبين الشريفي، ان "تلك الخلافات والصراعات، عطلت الكثير من عمل مجلس النواب، الذي يخص تشريع القوانين المهمة، بل حتى هذه الخلافات اثرت بشكل كبير على عمل البرلمان من الناحية الرقابية، وللأسف الخلافات والصراعات حتى الساعة موجودة، وهذا ما يعرقل عمل البرلمان التشريعي والرقابي".
وأكد المحلل السياسي لـ وكالة من كربلاء الخبر ، ان "هناك قوى سياسية تعتاش على الأزمات والصراعات السياسية او حتى الطائفية، وهذه القوى متنفذة في مجلس النواب، وهي تعمل على عرقلة تمرير اي قانون يضر مصالحها او حتى يساعد في تصحيح الاخطاء، ولهذا من الصعب جداً ايضا تمرير القوانين التي لم ترى النور خلال السنين الماضية، خصوصاً ان عمر البرلمان الحالي، قد ينتهي في الاشهر القليلة المقبلة، لاجراء انتخابات مبكرة في البلاد".
