أصدر حزب الدعوة الإسلامية، اليوم الجمعة، بياناً بمناسبة أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام).
وقال البيان الذي تلقت وكالة من كربلاء الخبر نسخة منه: "تتدافع الأمواج البشرية المليونية من داخل العراق وخارجه قاصدة مهوى الافئدة والعشق الإلهي، كربلاء المقدسة، حيث المرقد الطاهر لسيد الشهداء أبي عبد الله الحسين (ع)، لتقف بخشوع أمام تضحيته الكبرى من أجل الإسلام وإصلاح الأمة، وتؤكد التمسك بمنهج آل الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم الذين هم الصراط المستقيم وحبل الله المتين، لذلك فالزيارة الأربعينية هي (اليوم العالمي لأداء واجب الولاء للعترة الطاهرة)".
وأضاف: "من هنا ينبغي على المسلمين جميعاً أن يفكروا ملياً بعظمة قيم هذه المناسبة، وأن يستحضروا أهدافها، ليفهموا دور أهل البيت (ع) في حمل أمانة الوحي والنبوة، والذود عن الرسالة الخاتمة، ويقروا بفضلهم على هذه الأمة، ماضياً وحاضراً ومستقبلاً، في حراسة الدين وسلامة شريعته.."
وتابع: "من وحي هذه المناسبة العظيمة نؤكد على الآتي:
أولاً: إن الإمام الحسين (ع) هو رسالة وأهداف وقيم، وخط ومنهج حياة كامل للمسلمين كافة، لذلك فالولاء له يعني عملياً إتباعه والاقتداء بسيرته العطرة والعمل بنهجه، لضمان الاستقرار الروحي للإنسان والسعادة في الدارين.
ثانيا: إن هذه الزيارة هي تعبير عن هوية متميزة، واتصال في الانتماء بين هذا البحر البشري والفضاء العقيدي، وهي مظهر من مظاهر قوة مدرسة أهل البيت (ع) التي جعلت الموالين يتوحدون في حب الحسين (ع)، وتتوحد مشاعرهم، وأفكارهم، وأهدافهم، وسلوكهم، وحركتهم.
ثالثا: إن هذه الجموع المليونية في ذات الوقت الذي تعبر فيه عن الولاء، فهي على نهج الإمام الحسين (ع) تعلن البراءة من الظالمين والفاسدين والمحتلين وقوى الاستكبار والشر والإلحاد والعلمانية المتوحشة، وهذه البراءة الواعية هي موقف الإنسان المؤمن في حياته كلها.
رابعا: إن هذه المناسبة العظيمة هي فرصة ذهبية للتعريف بمدرسة أهل البيت (ع)، وتقديم الصورة الناصعة عن أتباعها للعالم الذي بدأ ينفتح على التشيع، وهنا تجب الاستفادة من لغة العصر ووسائله الحديثة في التعريف بهذه المدرسة العظيمة.
خامسا: إن أتباع الإمام الحسين (ع) اليوم هم القوة المحركة للأحداث في الشرق الأوسط من بحر العرب إلى البحر الأحمر، ومن البحر الأبيض المتوسط إلى ضفاف الخليج، ومن بحر قزوين إلى بحيرة طبريا، في الدفاع عن الحق، والمظلومين والانتصار للعدل والحرية.
سادسا: إن الجهاد من أجل تغيير واقع المسلمين أفراداً وجماعات ومجتمعات وأنظمة سياسية هو هدف حسيني متواصل مع الزمان والمكان، وهو مسؤولية كل مسلم، وتكليفه الشرعي، والإنساني، والسياسي.
سابعا: إن الحرية الواسعة التي يمارس في ظلها الموالون لأهل البيت شعائرهم في هذه الزيارة هي وليدة تلك التضحيات الجسيمة التي بذلت في طريقها الأرواح الزكية ورافقتها الآهات والعذابات والمحن.. فشكر هذه النعمة واجب أخلاقي في أعناقنا جميعا اتجاه الذين استلهموا من الإمام الحسين الرفض والإباء والصمود ضد آلة الظلم الرهيبة في سجن أبي غريب وغيره من المعتقلات زمن النظام البائد.
ثامنا: إن المرجعية الدينية العليا في النجف الأشرف المتمثلة بالإمام السيد علي السيستاني (مدّ الله ظله الوارف)، تقوم بدور القيادة العامة النائبة عن الإمام المعصوم الغائب، وهي الخيمة التي يستظل بها كل العراقيين، وطاعتها والالتزام بتوجيهاتها واجب شرعي.
تاسعا: إن قضايا المسلمين العادلة وهمومهم ومعاناتهم من الطواغيت والاحتلال الصهيوني يجب أن تكون حاضرة في وعي واهتمام ومتابعة الزوار الكرام من كل البلدان، لاسيما في غزة المظلومة، وفي كل بقعة ودولة يعاني فيها المسلمون من حكام الجور والضلالة بسبب هويتهم الدينية أو مطالبتهم بالحرية.
عاشرا: إن أئمة أهل البيت (ع) هم أئمة كل المسلمين، وهم رواد الوحدة والوئام والسلام، وعليه فإن نبذ التطرف والإرهاب والتعصب والكراهية والتمييز والطائفية المنغلقة هو الصعيد الذي يمكن أن يلتقي عليه كل المسلمين انطلاقاً من حب النبي وآله الأطهار عليهم السلام.
وختم البيان بالقول: "أخيرا، إن كرم العراقيين وسخاءهم هو تعبير آخر عن عمق ولائهم لائمتهم وبذل الغالي والنفيس في سبيلهم، وهو أيضا دليل محبتهم لضيوف الإمام الحسين (ع) وضيوف العراق، وهذا موضع فخرنا، لذا لا بد أن نشكر كل المواكب الحسينية التي استنفرت طاقاتها لخدمة الزوار وتأمين متطلباتهم، كذلك نقدم الشكر والتقدير لقواتنا المسلحة وقوى الأمن الداخلي والحشد الشعبي والأجهزة الأمنية المختلفة على دورها المشرف في حماية هذه الزيارة المليونية، والشكر موصول أيضاً إلى العتبات الكريمة على جهودها القيمة، وإلى أجهزة ومؤسسات الحكومة العراقية المختلفة".