لاقى تأكيد القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، على موقف الحكومة المبدئي بإنهاء تواجد التحالف الدولي ترحيب قوى سياسية وخبراء اعتبروا الموقف واقعياً ومنسجماً مع زيادة قدرات القوات العراقية في مواجهة التحديات والتهديدات دون الحاجة لمساعدة خارجية، فيما أكد مستشار رئيس الوزراء للشؤون الأمنية خالد اليعقوبي عدم وجود أي نص في الاتفاق الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة يسمح لها بالتصرف منفردة على الأراضي العراقية، معتبرا الاعتداء على مقر اللواء 12 للحشد الشعبي أمس واستشهاد القائد أبو تقوى السعيدي ومرافقهِ مرفوضاً وغير مبرر.
مستشار رئيس الوزراء: لا نص قانون يسمح لواشنطن بالتصرف منفردة
ويقول اليعقوبي في حديثه لوكالة من كربلاءالخبر: إن "رئيس الوزراء ومنذ اليوم الأول لتوليه المسؤولية كان جاداً في معالجة ملف تواجد التحالف الدولي في العراق والتي تتواجد بطلب من الحكومة وزار وفد عراقي رفيع المستوى واشنطن في آب الماضي ومن ضمن ما اتفق عليه الوفد تشكيل لجنة عسكرية عراقية – أميركية مشتركة تدرس الخيارات التي تؤدي لخلو الأراضي العراقية من أي تواجد عسكري أجنبي".
وأضاف، أن "الجانب العراقي أنجز ما عليه من التزامات في هذا الجانب، وسمى مجلس الأمن الوطني لجنة برئاسة رئيس أركان الجيش العراقي وكذلك قام الجانب الأميركي بتسمية لجنته وكان هنالك توجه لعقد الاجتماع الأول للجنة في 10 تشرين الأول/أكتوبر الماضي لكن الأميركان طلبوا تأجيل الموعد بسبب حصول التطورات في غزة التي بدأت في اليوم السابع من الشهر ذاته".
وتابع أن "الحكومة العراقية حاولت أكثر من مرة وضع موعد جديد للاجتماع لكن الجانب الأميركي كان يطلب التأجيل لمبررات موجودة لديه وهي في الحقيقة لم تكن مقنعة للجانب العراقي وأكدنا لهم أن موقفهم هذا غير صحيح ويجب أن تجتمع اللجنة ويبدأ الحوار".
وأكد أن "التحالف الدولي يضم 86 دولة بينها 11 عضوا رئيسيا والبقية مساندين وتترأسه الولايات المتحدة ولدى التحالف تقديراته بشأن خطر الإرهاب وللعراق تقديراته أيضاً خاصة وأنه الآن دولة قوية انتصرت على عصابات داعش الإرهابية وتعالج قواته جيوباً هنا وهناك لا تشكل تهديداً كبيراً لوجود الدولة والآن لدى العراق قناعة بعدم وجود حاجة لوجود قوات التحالف على الأرض".
ولفت اليعقوبي إلى أن "الهجمات الأخيرة التي استهدفت مؤسسات ومقرات أمنية عراقية رسمية فعل مدان ومرفوض، وخالفت الولايات المتحدة التي تترأس التحالف بتنفيذ نص وروح الاتفاق بين الحكومة العراقية والتحالف الدولي بوصفها تصرفاً منفرداً، والحكومة تعاملت مع هذه الهجمات والتطورات بموقف قوي، فمثلا حين استهدفت السفارة الأميركية تمكنت الحكومة من الوصول لمتورطين خلال 48 ساعة وأحالتهم إلى القضاء ومارست دورها وهذا يؤكد قدرتها على ممارسة واجباتها دون أن يكون هنالك مبرر للجانب الأميركي للتصرف بشكل منفرد ولا يمكن أن يكون مبرراً".
وشدد على أنه "لا يوجد أي نص في الاتفاق الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة يتيح لها التصرف بشكل منفرد على الأرض العراقية وتحت أي مبرر".
الحكومة العراقية مؤمنة بقدرات القوات الأمنية
في الأثناء أكد المستشار الإعلامي لرئيس الوزراء هشام الركابي في حديثه لوكالة الأنباء العراقية (واع) إن "رئيس الوزراء أعلن على هامش زيارة نظيره الإسباني بيدرو سانشيز الأخيرة إلى بغداد عن وجود حوارات تجريها الحكومة مع التحالف الدولي من أجل وضع أمد زمني لخروج قوات التحالف من العراق".
وأضاف، أن "هذه الخطوة تأتي إيماناً من الحكومة العراقية بقدرة قواتها الأمنية على حفظ الأمن والاستقرار في البلاد".
إصرار حكومي على إنهاء تواجد التحالف الدولي
واليوم، أكد رئيس الوزراء، اليوم الجمعة، خلال كلمته في الحفل التأبيني الذي أقامته هيئة الحشد الشعبي في الذكرى الرابعة لاستشهاد قادة النصر ورفاقهما عام 2020، أكد أن "الحكومة تؤكد موقفنا الثابتَ والمبدئيَّ في إنهاءِ وجودِ التحالفِ الدولي بعد أن انتهت مبرراتِ وجوده، وإننا بصددِ تحديدِ موعد بدء الحوار من خلالِ اللجنةِ الثنائيةِ التي شُكلت لتحديدِ ترتيباتِ انتهاءِ هذا الوجود، وهو التزامٌ لن تتراجع عنهُ الحكومةُ، ولن تفرطَ بكلِّ ما من شأنهِ استكمالُ السيادةِ الوطنيةِ على أرضِ وسماءِ ومياه العراق".
وأضاف، أنه "أكدنا مرارا في حال حصولِ خرقٍ أو تجاوزٍ من قبلِ أيةِ جهةٍ عراقية، أو إذا ما تمَّ انتهاكُ القانونِ العراقي، فإنَّ الحكومةَ العراقيةَ هي الجهةُ الوحيدةُ التي لها أن تقومَ بمتابعةِ حيثياتِ هذه الخروقات"، مشدداً على أن "الحكومة هي الجهة المخولةُ بفرضِ القانون، وعلى الجميعِ العملُ من خلالها، وليس لأحد أن يتجاوز على سيادة العراق".
وأعرب رئيس الوزراء، عن "إدانته الاعتداءات التي تستهدفُ قواتنا الأمنية، وتتجاوزُ روح ونصَّ التفويضِ الذي أوجد التحالفَ الدولي"، مؤكداً "قدرة الحكومة واستعدادها لاتخاذ القرارات المناسبةِ في الحفاظ على سيادةِ العراق وأمنه واستقراره، فهو يقع في صلب مسؤولياتِها والتزاماتِها وواجباتِها الدستورية".
ترحيب سياسي
وأعلنت كتلة ائتلاف دولة القانون النيابية، اليوم الجمعة، دعمها الكامل لخطوات رئيس الوزراء محمد شياع السوداني بشأن إنهاء التواجد الأجنبي في البلاد وتحقيق السيادة الوطنية.
وقال عضو الكتلة عطوان العطواني في بيان تلقته وكالة الأنباء العراقية (واع): "تلقينا باعتزاز وفخر وشموخ، الخطاب التأريخي لرئيس الوزراء محمد شياع السوداني، خلال الحفل التأبيني الرسمي بالذكرى الرابعة لاستشهاد قادة النصر ، والذي أكد فيه المضي قدما نحو إنهاء التواجد الأجنبي وتحقيق السيادة الوطنية الكاملة".
وأضاف العطواني، "نعرب عن دعمنا الكامل لخطوات السوداني بهذا الصدد ، ونؤكد قدرة حكومته واستعدادها لاتخاذ القرارات المناسبةِ في الحفاظ على سيادةِ العراق وأمنه واستقراره".
وتابع:"نجدد موقفنا الثابتَ والمبدئيَّ برفض وجود أية قوات أجنبية على أراضينا ، وضرورة إنهاءِ وجودِ قوات التحالفِ الدولي بعد أن انتهت مبرراتِ وجودها".
ودعا العطواني القوى الوطنية إلى "توحيد الموقف والكلمة إزاء هذه التحديات ودعم خطوات رئيس الوزراء الرامية الى إنهاء مسلسل التجاوزات السافرة على سيادة العراق وحرمة أراضيه، في تعدٍ واضح وانتهاك صارخ لكل القوانين والأعراف والمواثيق الدولية".
وأشادت رئيس حركة إرادة حنان الفتلاوي، اليوم الجمعة، بكلمة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني بشأن إنهاء الوجود العسكري الأمريكي من العراق.
وقالت الفتلاوي في تدوينه على موقع (أكس): إن "ما تحدث به السيد رئيس الوزراء اليوم هو لسان حال كل العراقيين ، آن الأوان لإنهاء الوجود العسكري الامريكي في العراق وعلى مجلس النواب وجميع الكتل السياسية الوقوف مع الحكومة لإزالة هذه التركة التي خَلّفها آخرون".
بدوره أكد قال النائب يوسف الكلابي بتدوينة على موقع (أكس) "استشعرت الفخر وأنا استمع لكلمة رئيس الوزراء الذي كان واضحاً وضوح الشمس، لاحاجة لقوات التحالف ولا القوات الأمريكية - نقطة راس سطر - والحكومة ملتزمة بإنهاء هذا الملف".
ارتفاع جهوزية القوات العراقية
ويقول المحلل السياسي حمزة مصطفى في حديثه لوكالة من كربلاء الخبر أن "رئيس الوزراء عندما تحدث عن تفعيل عمل اللجنة الثنائية لإنهاء وجود التحالف الدولي في العراق أشار إلى أن خطوات تحقيق هذا الهدف قد بدأت".
وأضاف، أن "رئيس الوزراء أكد أن الحكومة تتوجه لتحديد نوع العلاقة مع الولايات المتحدة الامريكية والتحالف الدولي وبما لا يخل بالسيادة العراقية وطبقا للاتفاقيات الدولية المعمول بها بين الدول واعتقد ان العراق بدأ بالخطوات الأساسية لهذا الموضوع وسوف ننتهي منه خلال أشهر".
وتابع "ويضاف الى ذلك أن القوات العراقية أصبحت من الجهوزية بمكان بحيث تستطيع مواجهة مخاطر الإرهاب بمعزل عن التحالف الدولي والآن الإرهاب اندحر في العراق ولم تعد هناك سوى جيوب بسيطة ممكن التعامل معها".