التقى الرئيس العراقي برهم صالح، اليوم الأحد، بزعيم "الحشد الشعبي"، فالح الفياض، بعد يومين على قيام وزارة الخزانة الأميركية بفرض عقوبات على الأخير بسبب اتهامات بالمشاركة في قمع الاحتجاجات العراقية التي اندلعت في أكتوبر/ تشرين الأول 2019.
وقال المكتب الإعلامي للرئيس العراقي إن "صالح والفياض ناقشا المستجدات الأمنية والبلاد، وضرورة تعزيز سلطة الدولة والأجهزة الأمنية في تحقيق الأمن والاستقرار، والتأكيد على احترام سيادة العراق ورفض التدخل بشؤونه الداخلية".
وشدد اللقاء على ضرورة مواصلة الجهود الأمنية لمكافحة الإرهاب، وملاحقة خلايا تنظيم "داعش" الإرهابي، التي تحاول زعزعة الاستقرار في بعض المناطق، إلى جانب تعزيز سلطة الدولة وأجهزتها الأمنية في حماية أمن المواطنين.
ويأتي لقاء رئيس "هيئة الحشد الشعبي" بالرئيس العراقي متزامناً مع جهود تبذلها قوى سياسية وفصائل مسلحة مقربة من إيران منذ يومين للضغط على الحكومة من أجل اتخاذ موقف صارم تجاه العقوبات الأميركية على الفياض، بحسب مسؤول حكومي عراقي أكد، لـ "من كربلاء الخبر "، طلبت من الحكومة بذل كل ما في وسعها للدفاع عن فالح الفياض كونه يترأس هيئة مرتبطة بمجلس الوزراء.
وأشار إلى أن القوى الداعمة للفياض غير راضية عن بيان الاستغراب والاستنكار الذي أصدرته وزارة الخارجية، أمس السبت، تعليقاً على العقوبات الأميركية ضد الفياض، موضحاً أن بعض السياسيين وقادة الفصائل يريدون دفع السلطات العراقية لاتخاذ موقف أكثر صرامة.
ودعا ائتلاف "دولة القانون"، الذي يتزعمه رئيس الوزراء العراقي الأسبق، نوري المالكي، الحكومة العراقية إلى اتخاذ مواقف واضحة من العقوبات ضد الفياض، وأن لا تنساق مع القرارات الأميركية التي تستهدف شخصيات عراقية، رافضا في بيان العقوبات التي تواصل واشنطن فرضها ضد عراقيين.
وأشار إلى أن "ممارسات الإدارة الأميركية الحالية في احتكار القوة، وفرض الوصاية الدولية على الحكومات والشخصيات السياسية، أثبتت فشلها"، معبراً عن أمله في أن تقوم الإدارة الأميركية الجديدة بمعالجة هذا الخلل، أن تتحلى بقدر أكبر من الموضوعية إزاء هذه الإجراءات التي تخل بعلاقاتها مع الدول، بحسب بيان ائتلاف المالكي.
وفي السياق، اعتبر عضو البرلمان عن تحالف "سائرون" التابع للتيار الصدري رياض المسعودي أن شمول الفياض بالعقوبات يمثل استهدافاً سياسياً، مشيراً في إيجاز صحافي إلى أن هذه العقوبات تندرج ضمن سياسة تحجيم دور الشخصيات المناهضة لتوجهات واشنطن.
وقررت وزارة الخزانة الأميركية، أول من أمس الجمعة، وضع رئيس "الحشد الشعبي" فالح الفياض على لائحة العقوبات الدولية، موضحة أن "عناصر متحالفين مع إيران من الحشد الشعبي هاجموا المدنيين العراقيين، الذين كانوا يتظاهرون ضد الفساد والبطالة والركود الاقتصادي وسوء الخدمات العامة والتدخل الإيراني في الشؤون الداخلية للعراق".
وذكرت الخارجية الأميركية أن الفياض كان "جزءاً من خلية أزمة تتألف أساساً من قادة فصائل الحشد الشعبي، التي تشكلت أواخر عام 2019 لقمع الاحتجاجات العراقية بدعم من الحرس الثوري الإيراني - فيلق القدس".