استنكرت السفارة الأمريكية في بغداد، الأربعاء، الهجمات الصاروخية التي استهدفت مناطق عدة من العاصمة وأسفر عن مقتل طفلة وإصابة مدنيين.
وذكرت السفارة في بيان مقتضب نشر عبر حسابها في تويتر، 18 تشرين الثاني/نوفمبر، أنّ "حكومة الولايات المتحدة تدين بشدة الهجوم الصاروخي الذي وقع يوم أمس في بغداد وأسفر عن مقتل طفلة عراقية وإصابة مدنيين عراقيين آخرين".
وحملت البعثة الدبلوماسية الأمريمية، أنّ "الميليشيات المدعومة من إيران" مسؤولية الهجوم. وقالت إن هذه "الميليشيات المدعومة من فيلق القدس الإيراني تستمر، في زعزعة استقرار العراق، وقتل العراقيين، وتهديد سيادة العراق".
ودعا بيان السفارة، الحكومة العراقية إلى "اعتقال ومحاسبة أولئك الذين يواصلون ارتكاب أعمال العنف ضد الدولة العراقية".
وأُطلقت صواريخ من نوع "غراد" في رشقات "عشوائية" نحو وسط العاصمة بينما كان رئيس الحكومة مصطفى الكاظمي يهاجم "الجيوش الإلكترونية" في كلمة للصحافيين في القصر الحكومي، مساء الثلاثاء 17 تشرين الثاني/نوفمبر.
وقال ضابط مشترطًا عدم كشف هويته لـ "الترا عراق"، إنّ "الهجوم نفذ من أحد شوارع منطقة حي الأمين الثانية، شرقي العاصمة"، مبينًا أن "منفذي الهجوم انسحبوا بعد إحراق المركبة التي حملت منصة الإطلاق".
فيما قالت خلية الإعلام الأمني في بيان لها، إنّ "أربعة من الصواريخ سقطت في المنطقة الخضراء، وثلاثة أخرى سقطت خارجها"، مشيرة إلى أن "أحد الصواريخ سقط قرب مدينة الطب وآخر عند باب حديقة الزوراء والثالث انفجر في الجو".
اقرأ/ي أيضًا: الفصائل وآخر قرارات ترامب.. قلق أمريكي وتمهيد لاشتباك في بغداد
وأكد البيان الخلية، أنّ الصواريخ أطلقت من "شارع الضغط في حي الأمين الثانية، وقد أسفرت عن استشهاد طفلة وإصابة 5 أشخاص، جميعهم مِن المدنيين".
الهجوم الذي تبنته حركة "أهل الكهف"، أحد "فصائل الظل" التي شكلت بعد اغتيال أبو مهدي المهندس وقاسم سليماني، جاء ردًا على اعتقال ثلاثة من عناصرها في الفلوجة بعملية عراقية - أمريكية مشتركة، بحسب منصات إعلامية تابعة للميليشيات.
ونشرت المنصات ذاتها، مقاطع مصورة تظهر عملية إطلاق بعض الصواريخ ولحظات دويها في العاصمة، متوعدة باستمرار الهجمات ثأرًا للمهندس وسليماني، فيما قالت إن الصواريخ أصابت مبنى السفارة وتحديدًا "قاعدة التوحيد" التي تضم قوات أمريكية.
لكن الناطق باسم عملية العزم الصلب التابعة للتحالف الدولي، واين ماروتو، نفى وقوع خسائر في صفوف القوات الأمريكية، مؤكدًا في بيان مقتضب نشره عبر حسابه الرسمي في ساعة مبكرة من فجر الأربعاء 18 تشرين الثاني/نوفمبر، أنّ القصف الصاروخي الذي شهدته العاصمة بغداد "استهدف قاعدة عراقية، ولم يسفر عن أي خسائر ضمن صفوف قوات التحالف".
ومع إعلان سقوط ضحايا من المدنيين، خففت ذات المنصات من وتيرة احتفالاتها بالعملية، وادعت أن شظايا ذخيرة منظومة "سي - رام" المضادة للصواريخ والتي تستخدم لحماية مبنى السفارة منذ بضعة أشهر، كانت وراء الإصابات في عدد من أحياء بغداد، قبل أن تتبرأ من الهجوم برمته.
ونشرت منصة "صابرين" بيانًا نسبته إلى كتائب حزب الله، أشد الفصائل الموالية لإيران تطرفًا، اعتبر الهجوم "محاولة للتغطية على خسارة ترمب للانتخابات من خلال تصدير أزماته الداخلية ومحاولة جعله جنرال حرب للتغطية على فشله".
وقال البيان، إن "عملية القصف على سفارة الشر لا تخلو من أمرين أما الجهل والغباء حد الثمالة أو العمالة لترامب وفريقه".
والهجوم هو الثاني الذي تتبرأ منه الفصائل المسلحة، إثر سقوط ضحايا من المدنيين، بعد واقعة الرضوانية التي راح ضحيتها أطفال ونساء، حين ضلت صواريخ كاتيوشا طرقها نحو مطار بغداد وسقطت على منزل أسرة فقيرة.
ويعتقد ناشطون ومراقبون، أن الفصائل المسلحة الكبرى هي المسؤولة عن الهجمات الصاروخية التي تتبناها ميليشيات الكاتيوشا أو مجاميع الظل، مقابل عجز تام عن مواجهتها من قبل الحكومة وأجهزتها الأمنية.
وتزامن الهجوم الأخير، مع إعلان وزير الدفاع الأمريكي بالوكالة كريستوفر ميللر، خفض عدد القوات الأمريكية في العراق إلى 2500 جندي، بناءً على توجيهات من الرئيس الأمريكي ترامب