وسط غضب شعبي واجراءات حكومية ضد المعتدين على مدير مستشفى مختصة بمعالجة المصابين بكورونا في مدينة النجف العراقية فقد انطلقت دعوات الجمعة لمعاقبة المعتدين على الملاكات الطبية وفق قانون الارهاب وتحذيرات من هجرة الاطباء للبلاد.
وشهدت مدينة النجف الجنوبية الخميس اعتداء بالضرب لمجموعة أشخاص على مدير مستشفى الشهيد لمعالجة المصابين بفيروس كورونا الدكتور طارق الشيباني من قبل ذوي مصاب توفي بالمرض حيث تجمعوا في باحة المستشفى الخارجية وهاجموه وأسقطوه أرضا وانهالوا عليه بالضرب المبرح ما ادى الى رقوده في المستشفى بسبب إصابته البليغة ما دفع الشرطة الى القاء القبض على المعتدين وفتح تحقيق بالحادث.
والجمعة أكدت محكمة تحقيق النجف اصدارها قراراً بتوقيف خمسة متهمين بالاعتداء على مدير المستشفى. وقالت في بيان صحافي تابعته "ايلاف" انها اصدرت مذكرة قبض بحق آخرين شاركوا بالاعتداء وطلبت من الجهات الأمنية المختصة تنفيذ مذكرات القبض.
واثر ذلك أعلن محافظ النجف لؤي الياسري اعتقال العناصر التي اعتدت على مدير المستشفى وايداعهم التوقيف والتعامل معهم وفق الاجراءات القانونية.
الصليب الاحمر الدولي
ودعت اللجنة الدولية للصليب الأحمر الى احترام جميع الكوادر الطبية وعدم المساس بهم "في هذا الوقت الحرج الذي يمر به النظام الصحي في العراق في ظل الوضع الطارئ المتمثل بإنتشار فيروس كورونا المستجد" كما قالت في بيان تابعته "ايلاف".
وأشارت الى ان "العاملين في مجال الرعاية الصحية يؤدون مهامهم في عموم العراق دون كلل وبتفانٍ من أجل إيقاف تفشي فيروس كورونا وعلاج الأشخاص المصابين به وحيث يقدمون تضحية عظيمة على المستوى الشخصي تشمل التعرض للإصابة بالفيروس وقضاء العديد من الأسابيع بعيدًا عن أحبائهم ولكن لسوء الحظ تعرض مقدمو الرعاية الصحية بالفعل إلى مستويات مرتفعة من العنف خلال السنوات الماضية وقد فاقم تفشي فيروس كورونا من هذا الوضع الصعب .
ونوهت اللجنة الدولية الى ان "القانون يحظر ممارسة العنف ضد الكوادر الطبّية وسيّارات الاسعاف والمنشآت الطبّية الى جانب الجرحى .. وعليه يجب أن يحصل المختصون في الرعاية الصحية على بيئة عمل آمنة".
تحذير حقوقي
وحذرت المفوضية العراقية العليا لحقوق الانسان من هجرة الاطباء الى خارج العراق نتيجة تصاعد الاعتداءات ضدهم وخاصة من ذوي المتوفين بفيروس كورونا . وقال عضو المفوضية فاضل الغراوي ان "التجاوز على الاطباء والملاكات الصحية والذين يمثلون خط الصد الأول بمثل هذه العدوانية يعد انتهاكا صارخا لحقوق الانسان مما يستدعي التعامل مع المعتدين على الاطباء والكوادر الطبية والمؤسسات الصحية وفق قانون مكافحة الإرهاب" الذي يفرض عقوبات مشددة على مخترقي القوانين.
واضاف المسؤول الحقوقي في بيان الجمعة تابعته "أيلاف" ان "تكرار الاعتداءت على الكوادر الطبية يستدعي تقوم الحكومة بإجراءات رادعة للحد من هذه الظاهرة".. مشيرا الى ان "التشريعات لم تذهب لحد الان الى القضايا الأساسية ومنها قانون حماية الأطباء وبالتالي يجب ان نعيد الأولويات التشريعية ونركز على القوانين التي تدعم هذه الحقوق وبخلاف ذلك لن تجد الملاكات الطبية الا الهجرة من العراق للحافظ على حياتها".
كما طالبت نقابة الاطباء العراقيين رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي بالكشف عن المعتدين على مدير مستشفى النجف بأسرع وقت ومحاكمتهم حسب مواد القانون العقوبات العراقي وضرورة متابعة كل الجهات التي تهدد و تحرض ضد الاطباء وربط هذا الموضوع بمحكمة ترتبط بشخص السيد رئيس مجلس القضاء الأعلى .. وشددت على اهمية اعتبار الاعتداء على الأطباء والكوادر الطبيه تحت طائلة قانون مكافحة الأرهاب.