×

أخر الأخبار

ضربة كبيرة للميليشيات.. محافظة عراقية تمنع مشاركة الأحزاب في الشعائر الحسينية

  • 26-08-2020, 20:25
  • 289 مشاهدة

قالت وسائل إعلام محلية عراقية، الأربعاء، إن هيئة المواكب الحسينية في محافظة الديوانية "منعت مواكب الفصائل المسلحة والأحزاب السياسية من المشاركة في مراسم عاشوراء لهذا العام".


و"المواكب" مصطلح يطلق على الخيم التي توفر الخدمات والطعام لزائري عاشوراء، والذين تصل أعدادهم إلى الملايين في وقت ذروة الزيارة التي تستمر أربعين يوما، كما أنه مصطلح يطلق أيضا على المجاميع المنسقة التي تؤدي الشعائر وتطلق الهتافات بشكل متزامن.

وحرصت جميع الأحزاب والحركات الشيعية العراقية على المشاركة في الشعائر من خلال مواكبها الخدمية ومواكب العزاء، التي تستخدم أحيانا كوسيلة إعلامية للترويج للحزب أو الفصيل، كما إنها وسيلة تحاول الفصائل من خلالها الوصول إلى القواعد الشعبية الشيعية.

ونقلت وكالة إخبارية عن رئيس الهيئة علي مهدي إن "الهيئة وضعت شروطاً مشددة للمشاركة وبما يتناسب وتعليمات خلية الأزمة للحفاظ على المعزين من خطر الإصابة بفيروس كورونا".

لكن الهيئة لم تمنع المواكب المدنية، أو التي يديرها مستقلون، أو تلك التي تتبع مرجعية السيستاني من المشاركة في الشعائر.
وقال الصحفي نبيل الجبوري لـ وكالة من كربلاء الخبر "من كربلاء الخبر " إنه "حتى الآن لم نشاهد المواكب والتكيات الخدمية العائدة للأحزاب والحركات السياسية في الديوانية، على غير العادة التي جرت في مثل هذا الموسم في كل عام، حيث الانتشار العلني لعناصر الفصائل وتواجدهم في تلك المواكب مع رفع اليافطات التي تحمل أسماء الاحزاب التي ينتمون إليها، اضافة إلى الرايات الخاصة بهم وصور الرموز الدينية والسياسية التي يتبعونها ومنها شخصيات غير عراقية".

ويعتقد الجبوري، وهو صحفي من الديوانية، إن "هذا الغياب هو بسبب التخوف من ردات الفعل المعاكسة من قبل الجمهور وخصوصا المتظاهرين الذين يخرجون أيضا بمسيرات عاشورائية.

وسبق أن هاجمت الأحزاب في الأعوام السابقة مواكب الناشطين بسبب الهتافات المنددة بأسماء الاحزاب التي يتهمونها بالفساد، وهذا بالطبع لا يروق لاتباع تلك الجهات التي تتهم المتظاهرين ومن يخالفها بالانتماء إلى مخابرات وسفارات دولية".

ويقول الجبوري إن "السبب المرجح للقرار هو الرفض الشعبي للأحزاب وخصوصا بعد إحراق المقار الحزبية وإغلاقها من قبل المتظاهرين أثناء احتجاجات أكتوبر"، مضيفا أن "عدم تواجد المسؤولين والشخصيات السياسية واتباعهم قوبل برضا كبير من الجمهور".

وفيما تمنع الهيئة مواكب الأحزاب السياسية والفصائل من المشاركة في المراسم، سمح لمواكب المتظاهرين بأدائها، وشوهد عشرات وهم يحملون صور ضحايا الاحتجاجات وضحايا عمليات الاغتيال ويرددون هتافات تندد بالفساد والأحزاب السياسية.

وقال الناشط المدني العراقي علي أحمد إن "حرمان الفصائل والأحزاب من المشاركة هو صفعة كبيرة لتلك الأحزاب، لأنها تعامل الآن على إنها تلوث الجو الروحي للشعائر الدينية"، مضيفا "السمة الأبرز للشعائر الحسينية على طول العصور هو استذكار ثورة قامت ضد الفساد، وحرمان الفصائل من المشاركة يعني أنها محسوبة على الفاسدين، وهو يسحب منها ورقة مهمة استخدمتها للدعاية طوال أعوام".