بينما تقترب التظاهرات الجماهيرية في العراق، من ذكراها السنوية الاولى، تشهد ساحات التظاهر في الجنوب موجة احتجاج جديدة، للضغط على مجلس النواب في سبيل تمرير قانون الانتخابات والبت في موضوع الدوائر الانتخابية، خصوصا بعد ان حددت الحكومة موعداً لإجراء الانتخابات البرلمانية، فيما ترى قيادات بارزة في الاحتجاجات ان الوقت حان لسحب الخيم من ساحات التظاهر واعطاء مهلة محددة للمضي بقانون الانتخابات والتحضير لإجرائها تحت اشراف دولي.
خيم الناصرية بين انسحاب مشروط او البقاء حتى النهاية
من ذي قار، المحافظة التي تعتبر من اكثر المحافظات نشاطا وادامة لزخم التظاهرات، قال احد ناشطيها ويدعى (حسين الغرابي)، متحدثاً لـ وكالة من كربلاء الخبر ، عن وضع التظاهرات، ان "عدد من مسؤولي خيم التظاهر في ساحة الحبوبي، يعقدون اجتماعات مستمرة مع المتظاهرين من اجل حسم موضوع ابقاء التظاهرات بصيغتها الحالية، او ارجاء موعدها لاشعار اخر تحدده قيادات التظاهرات والوضع العام".
واشار الغرابي بالقول ان "هناك اغلبية واضحة في (خيم تظاهرات الناصرية)، مع تأجيل التظاهرات لموعد اخر ورفع سرادق الاعتصامات من الساحات واعطاء مهلة للحكومة والبرلمان، امدها تشرين الاول من العام الجاري، من اجل اقرار قانون الانتخابات وتحديد موعد نهائي للانتخابات المبكرة، ومحاسبة قتلة المتظاهرين".
وتابع: "خيم تظاهرات الناصرية، لم تتوصل الى اتفاق نهائي بعد بهذا الخصوص، لان مجاميع احتجاجية اخرى ترفض تعليق التظاهرات في الوقت الحالي ورفع سرادق الاعتصامات او اعطاء أي مهلة معينة"، مشيرا الى ان "رافضين الانسحاب الحالي من ساحات التظاهر يريدون ابقاءها حتى النهاية وتحقيق كل المطالب التي خرجت بها تظاهرات تشرين الماضي، والتي استمرت حتى اليوم".
متظاهرو الديوانية: محاسبة قتلة المتظاهرين والانتخابات المبكرة السبيل الوحيد لانهاء احتجاجاتنا
والى الديوانية، وتوجه متظاهريها بخصوص ما يثار حول البقاء او الانسحاب من ساحات التظاهرات، يقول عمار الخزعلي لـ وكالة من كربلاء الخبر ، وهو احد الناشطين بالحراك الجماهيري، انه "بعد المطالبات العديدة من اهالي الديوانية وبسبب جائحة كورونا ايضا، اضافة الى دخول عدد من الاشخاص الى داخل التظاهرات لغايات مشبوهة، ومحاولة لحرفها، عقدت لجان التظاهرات في المحافظة اجتماعات عدة مع قيادة شرطة محافظة الديوانية، من اجل رفع خيم المتظاهرين وفتح ساحة التظاهر".
ومضى: "وهذا ما حصل بالفعل حيث تم فتح الطريق المؤدي الى ساحة التظاهر، ورفع خيم المتظاهرين، وجاء كل تلك الاجراءات بعد قرار اتخذهُ المتظاهرين تضمن منح مجلس النواب مهلة الى بداية شهر تشرين الاول القادم، لتحقيق المطالب المركزية وهي اقرار قانون الانتخابات، وتقديم قتلة المتظاهرين للقضاء".
واكد ان "متظاهري الديوانية اتفقوا على انهاء تظاهراتهم في حال اتمام تلك المطالب التي رفعوها، اما في حال عدم تنفيذ أي مطلب جماهيري فان هناك اتفاقاً بين قيادات التظاهر، بان تنطلق تظاهرات مركزية وموحدة في العاصمة بغداد".
كربلاء توجه نحو الانسحاب ومنح الفرصة والعين على بغداد
اما في محافظة كربلاء، فالمتظاهرون لا زالوا في ساحات التظاهر، يقول ايهاب الوزني احد الناشطين في حديث لـ وكالة من كربلاء الخبر ان "عدد من ناشطي التظاهرات في كربلاء لا زالوا يرابطون في ساحة التظاهر وسط كربلاء رافضين اي مهلة".
واضاف ان "المتظاهرين متمسكين ببقائهم في الساحات حتى بقرار قانون الانتخابات، وتعديل قانون الاحزاب، وتحديد موعد نهائي وحاسم للانتخابات، ومحاسبة قتلة المتظاهرين، وتقديمهم للقضاء، فيما اكدوا انهم لن يوقفوا هذه التظاهرات اذا لم تتحقق المطالب".
واردف "بيد ان هناك رأي اخر تطلقه ساحة التظاهر، وهو منح فرصة كالتي اعلنت عنها الديوانية الى غاية شهر تشرين الاول"، مشيرا الى ان "هذا ما تم الاتفاق عليه مع اغلب الناشطين في كربلاء، والعمل جار على حسم هذا الموضوع خلال الايام المقبلة، وذلك من خلال اجتماعات مستمرة للخروج بقرار نهائي وحاسم وموحد يخص وضع التظاهرات في كربلاء وعلاقته بما تقرره بقية الساحات الاخرى في بغداد ومختلف المحافظات الاخرى".