×

أخر الأخبار

إحتفالات نوروز تنطلق في كردستان.. والرواتب والسيول تنغصان على الإقليم

  • 20-03-2024, 21:22
  • 138 مشاهدة

أنطلقت احتفالات إقليم كردستان العراق والكرد في مختلف أرجاء العالم بعيد نوروز، العيد الأشهر لدى أبناء القومية الكردية وهو أيضا يوم الاعتدال الربيعي وعيد رأس السنة الفارسية.

وتشهد مدن كردستان العراق بهذه المناسبة احتفالات واسعة، حيث يحتشد المئات في مناطق متعددة على أنغام أغاني الفلكلور الكردي والدبكات الشعبية، مرتدين الأزياء التقليدية التي عادة ما تشترى أو تفصل لدى خياطين متخصصين لهذه المناسبة.

وأعلنت الحكومة الاتحادية يوم غد الخميس 21 آذار 2024، عطلة رسمية في عموم أرجاء البلاد، احتفاء بعيد النوروز.

وتصادف المناسبة هذا العام في شهر رمضان المبارك حيث حددت سلطات اقليم كردستان الاحتفالات بان تكون مسائية.

ونغصت السيول الجارفة جراء الأمطار الغزيرة التي شهدها العراق في اليومين الماضيين وتركزت في اقليم كردستان لاسيما في دهوك على الكرد بهجة الاحتفال فضلا عن الأوضاع المالية الصعبة التي يعيشونها جراء الخلافات مع بغداد بشأن الرواتب.

وتبقى للنوروز خصوصيته عند الأكراد، حيث تعطل مؤسسات الإقليم 3 أيام.

وعيد النوروز، ويُطلق عليه أيضًا النيروز، أهم الأعياد لدى أبناء القومية الكردية، ويعدّونه يوم رأس السنة، التي وصلت إلى عام 2634، ويمثل "الحد الفاصل بين الشتاء والربيع، و"نوروز" اسم مركب يتكون من كلمتي "نوى" و"روز" ويعني يوما جديدا.

وأشبه بعيد ثالث -مع عيدي الأضحى والفطر- غير أنه يختلف عنهما بصفته القومية والوطنية، أما الاهتمام به فلا يقل شأنا عنهما، فالاستعدادات تبدأ قبل 21 مارس/آذار بـ10 أيام أو أكثر.

ورغم طابع عيد النوروز القومي الذي خص به الكرد، فإن جماليته بمزامنته مع حلول فصل الربيع أعطته طابعا آخر يمكن تسميته بالتآخي، فقد أصبحت احتفالات عيد النوروز ساحة تعبّر عن الصورة الحقيقية للتعايش السلمي بين أطياف الشعب العراقي ومكوناته.

حكايات وأساطير

ولا تخلو أي مناسبة قومية من جذور نشأتها وأسبابها، وإن اختلفت الآراء بشأن ذلك بين المؤرخين، وعيد النوروز في 21 مارس/آذار واحد من تلك المناسبات.

وعن أصل النشأة يرى باحثون أكراد أن المناسبة تعود إلى قرابة 700 عام قبل الميلاد، وترتبط بقصة البطل الكردي كاوه الحداد الذي انتصر على ملك شرير وظالم يدعى زهاك ويعرف بالعربية بالتنين.

وتحكي الروايات أن زهاك كان يملك أفعى تتغذى على أدمغة الأطفال، وحينئذ سلب 15 طفلا من أطفال الحداد، ولم يبق لديه سوى طفلة صغيرة فقرر أن يفديها بروحه فتوجه إلى قصر زهاك بمطرقته واستطاع التغلب عليه، ثم أوقد النيران فوق القصر وحمل شعلة بيده؛ فعرف الأهالي أنه قد انتصر، وأن هذه النيران هي مشعل الحرية وأن 21 مارس/آذار يوم ولادة جديدة دحرت الظلم، لذا فإن هذا التأريخ هو اليوم الأول من السنة الكردية الجديدة، وهو مقدس عندهم حتى يومنا هذا.

وكانت النار توقد قديما على أسطح المنازل في إشارة إلى حتمية انتصار النور على الظلام، وهي دليل على فرحة التحرر وانتزاع الحرية كما يعتقد.

ويرى باحثون آخرون أن السومريين الذين حكموا المنطقة من الأقوام الأوائل الذين اختاروا هذا التاريخ واحتفلوا به، وجعلوه بداية التقويم لديهم، وتشير الدلالات التاريخية إلى تنصيب السومريين ملوكهم وحكامهم في هذا التوقيت.

ومن الحكايات الأخرى أن النوروز هو يوم هبوط النبي آدم عليه السلام على سطح الأرض.

ويرى الإيرانيون أن النوروز يأتي بالتزامن مع تجدد الطبيعة من دلالات الحب، والأمل، والسلام، والتفاؤل.

ومن الأساطير الأخرى التي تتحدث عن عيد النوروز أنه كان هناك ملك فارسي اسمه جمشيد، له سلطان واسع على الجن والإنس، ونُقل إلى كل ممالك حكمه على سرير ذهبي في يوم حلول الشمس في برج الحمل، فأصبح ذلك اليوم مقدسا.

وثمة رواية فارسية أخرى تقول إن الملك الفارسي جمشيد، الذي كان يدعى باسم جم، كان يسير في العالم، فوصل إلى أذربيجان، وأمر بنصب عرش له، وعندما جلس عليه أشرقت الشمس، وسطع نورها على تاجه وعرشه، فابتهج الناس، وقالوا إنّه يوم جديد.