تمر علينا ذكرى مولد سيد الكائنات وخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، وذكرى مولد حفيده الإمام جعفر الصادق عليه السلام ، والعبرة في وحدة الذكرى اقتران دور النبوة بالامامة واستمرار خط التسليم لله من عهد التنزيل الى عهد التأويل ، ومن المقاومة إلى المقاومة حتى يأذن الله بالفرج الالهي العظيم ، وفي العراق تأتي هذه المناسبة المباركة متزامنة مع انتصار شعبنا ببركات تضحياته وصبره بانهاء الأزمة السياسية وانجاز الاستحقاقات الدستورية ، اننا اذ نهنئ امتنا الاسلامية ومرجعيتنا وشعبنا بهذه المناسبة البهيجة نود تذكير كل من يوالي الرسول الكريم ان ربنا واحد ونبينا واحد وكتابنا واحد ، وأن أسبوع المودة والمحبة ينبغي أن يحيي في ضمير الأمة الاسلامية ارادة الوحدة والتآخي والتقريب وتجاوز الاعتبارات المذهبية ، ومعرفة خطر التحديات المشتركة ، لأن اعداء الاسلام يضعون الأمة كلها في دائرة الكراهية والاستهداف ومخططات الابادة ، ويحاولون في حربهم توهين كل مقدسات المسلمين دون تمييز ، اننا نحيي الذكرى في وقت مازالت اولى القبلتين وثالث الحرمين في قبضة الاحتلال الصهيوني ، ومازالت حروب المستكبرين وفتنهم المتجددة تفتك بعدد من بلدان المسلمين من المحيط الى المحيط ، قتلا جماعيا وتشريدا وهتكا للاعراض ونهبا للثروات ونشرا لبؤر الارهاب والتكفير .
ان الجاهلية الوثنية التي حاربت دعوة التوحيد في عصرها الاول ، تحيا من جديد كوثنية عالمية معززة بالالحاد ووسائل التضليل والتجهيل والافساد الممنهج ، مستهدفة كل الشرائع والقيم الالهية .
أن هذا التحدي الخطير يلقي على المسلمين حكاما وشعوبا ومرجعيات مسؤولية تأريخية بأن يتخذوا من ذكرى المولد وذكرى مولد الامام الصادق اول مؤسس لمدرسة اسلامية موحدة للفقة والعقائد والاخلاق - يتخذوها مناسبة لرفض الهيمنة الاستكبارية ، واحتلال البلدان واستعباد الشعوب ونهب الثروات واشعال الحروب ، ولا يتحقق ذلك الا بالوحدة والوعي والبصيرة ، والعودة الى المعارف الحقة من منابعها الاصيلة المتمثلة بكتاب الله وسنة نبيه وآله الاطهار ، والتمسك العملي بقوله تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا).