×

أخر الأخبار

تؤدي للنزيف الدموي.. الحمى النزفية تكتسح ذي قار سريعاً وقلق يضرب العراق (أسباب ومعالجات)

  • 25-04-2022, 17:31
  • 331 مشاهدة

عاود مرض الحمى النزفية في الظهور داخل المدن العراقية بعد أن كان قد تراجع بشكل كبير، واختفى في معظم المدن خلال السنوات القليلة الماضية، بعد إجراءات حكومية دعمت القطاع الصحي لمعالجته ومنع انتشاره.


 

وفاة شخصين

وبحسب الجهات الصحية العراقية، فإن المرض أدّى إلى حالتي وفاة، وإصابة 16 شخصاً معظمهم من محافظة ذي قار، جنوب العراق

 

. وقال مدير قسم الوبائيات في دائرة البيطرة، ثائر صبري حسين، إن "مجموع الإصابات في عموم العراق 16 حالة ووفاتين".

 

 وأضاف حسين أن "الدوائر الصحية سجلت 16 حالة في عموم العراق بالحمى النزفية الذي ينتقل من الحيوان إلى الإنسان بواسطة حشرة القراد"، لافتاً إلى أن "المرض يحصل من دون أعراض لدى الحيوان، إلا أن أعراضه تظهر واضحة لدى البشر".

 

وقال إن "الدائرة تبدأ بعملها عند تبليغها بحصول إصابات، وتعمل على تطويق المنطقة بمسافة 15 كيلو متراً، ويتم رش الأبقار والجاموس وتغطيس الأغنام والماعز بالكامل بمادة ضد القراد، وتُحقن بمادة ضد الطفيليات"، مشيراً إلى أن "الإجراءات تشمل منع حركة اللحوم والحيوانات من المنطقة الموبوءة لمدة 14 يوماً، والتي هي فترة حضانة المرض، فضلاً عن تبليغ المحافظة ودوائر البلدية والبيئة بتطبيق قانون 22 لسنة 1972، وقانون 105 لسنة 1989 لتنظيم عملية ذبح الحيوانات، ومكافحة ظاهرة الذبح العشوائي".

 

وعلى الرغم من وجود قوانين عدة تنظم عملية ذبح الحيوانات في المجازر الخاصة بعد فحصها وختمها وتأكيد خلوها من الأمراض، فإن عملية الذبح العشوائية منتشرة في مناطق العراق كافة، وداخل الأحياء السكنية.

 

وعن أسباب ظهور المرض في الوقت الحالي، بيّن حسين أن "المرض مرتبط بحشرة القراد، وأن موسمي الربيع والخريف هما موسما تكاثر المرض، لذلك زاد عدد الحالات"، مبيناً أن "الدائرة تعمل دائماً في حملتين لرش الأبقار والجاموس وتغطيس الأغنام والماعز في الخريف والربيع، حيث تتكرر في الحالات الطارئة، وتتم إعادتها أيضاً بعد 14 يوماً".

 

إجازة

وعن آلية استيراد المواشي للعراق، والتأكد من سلامتها، قال حسين، "استيراد الحيوانات لا يتم إلا بإجازة من دائرة البيطرة، وهي عضو في منظمة الصحة الحيوانية العالمية"، لافتاً إلى أن أي بلد فيه مرض لا نعطيه إجازة، وإنما نعطيها للحيوانات الآمنة، إلا أن "التهريب لا نستطيع السيطرة عليه".

 

الإصابات محدودة

واعتبر مدير قسم الوبائيات في دائرة البيطرة أن "الإصابات الحالية ضمن الحدود المعقولة، لكون المرض دخل للعراق عام 1979، وكل سنة نرصد عدداً من الإصابات"، مشيراً في الوقت عينه إلى أن "المرض خطر جداً، إلا أنه بالإمكان علاجه قبل أن يتطور إلى نزف تحت الجلد من خلال الندوات التثقيفية".

 

ويبدو أن محافظة ذي قار كانت صاحبة النسبة الكبرى من الإصابات والوفيات، وسط مخاوف من تفشيه، لا سيما مع تسجيل خمس إصابات في خلال يومين.

 

 وقال مدير شعبة الوبائيات في قسم الصحة العامة بحافظة ذي قار، حيدر حنتوش، إن "الدوائر الصحية في المحافظة سجلت 14 إصابة ووفاة شخصين بالحمى النزفية"، مرجحاً أن "يكون سبب تفشي المرض جلب ماشية من دول مصابة.

وأضاف أن "محافظة ذي قار سجلت منذ منتصف العام الماضي، 30 إصابة مؤكدة بالحمى النزفية، منها 14 حالة خلال هذا العام، مبيناً، أيضاً، أنه تم تسجيل تسع حالات وفاة بينها حالتان خلال العام الحالي".

 

وأشار إلى أن "شهر أبريل (نيسان) هو الأكبر في عدد الإصابات بعد تسجيل 10 إصابات مؤكدة، منها خمس حالات خلال اليومين الماضيين"، عادّاً إياها "الحصيلة الأعلى بعدد الحالات مقارنة بالسنوات السابقة".

 

 وأوضح حنتوش أن "هناك حالات تماثلت للشفاء، وهناك خمس حالات تحت العلاج في مستشفى الحسين بمحافظة ذي قار، لافتاً إلى أن المصابين يعزلون بغرف خاصة بالمستشفى، ويتم التعامل معهم بحذر".

 

مصدره إيران وتركيا

وبيّن حنتوش أن "الدائرة عملت على إجراء تحريات كاملة عن المصابين في مناطقهم بهدف البحث عن أي حالات مشتبه فيها بين أفراد العائلة"، مشيراً إلى أن "السيطرة على المرض تكون عن طريق دوائر البيطرة من خلال معالجة حشرة القراد، وهو الوسيط الناقل للمرض".

 

 ورجح أن "يكون سبب انتشار المرض جلب قطعان مواشٍ من دول الجوار، سواء أكانت قانونية أو غير قانونية، مبيناً أن هناك دولاً مجاورة للعراق مثل تركيا وإيران موبوءة بالمرض".

 

مرض خطير

وأشار إلى أن "مرض الحمى النزفية مرض فيروسي خطير، ويتم نقل العدوى بين البشر عن طريق التلوث بإفرازات المريض، أو دمه، لذلك يجب أن يكون هناك حذر في التعامل مع المرض".

 

"القراد" السبب

وتحوي محافظة ذي قار معظم حالات الإصابة في العراق حتى الآن، وتشتهر المحافظة بتربية قطعان الجاموس، لا سيما في أهوار المحافظة، حيث تقدر أعدادها بنحو 80 ألف رأس.

 

والحمى النزفية مرض فيروسي مُعدٍ قد يهدد الحياة، ويمكن أن يتسبب في تلف جدران الأوعية الدموية الصغيرة، ومن ثم نزيف دموي، وينتشر عند مخالطة الحيوانات المصابة به أو الحشرات، وغالباً ما ينتقل عن طريق حشرة "القراد".