تسعى الرسامة الصومالية الشابة، سناء أشرف، (21 عاما)، وهي من الفنانات القلائل في الصومال، إلى تغيير نظرة مجتمعها إلى الفن بعد عقود من الصراعات والتشدد الإسلامي.وتواجه الرسامة معارضة شديدة لممارسة فنها "وتخشى على حياتها"، ومع ذلك فإنها تأمل في تغيير مجتمعها إلى الأفضل، وتحاول نشر الإيجابيات وسط السلبيات العديدة.وتعيش سناء، وهي "فنانة نادرة في دولة محافظة"، وسط أنقاض مبنى دمر جزئيا في سنوات الحرب في مقديشو، وتعمل هناك أيضا، وفق أسوشييتدبرس.وعلى الرغم من التحديات التي تواجهها، مثل تحريم قطاع من المسلمين هذا النوع من الفن، وصعوبة إيجاد أدوات عملها، إلا أنها متفائلة، وتقول: "أحب عملي وأعتقد أنه يمكنني المساهمة في إعادة بناء بلدي وتهدئته".وتحاول سناء دخول مهنة يسيطر عليها الذكور، وفقا لعبدي محمد شعيب، أستاذ الفنون في الجامعة الوطنية الصومالية، وفق الوكالة. ويقول الأستاذ إنها واحدة من فنانتين اثنتين يعرفهما في الصومال، والأخرى تعيش في منطقة أرض الصومال الانفصالية.إلا أن سناء "فريدة من نوعها لأن أعمالها الفنية تصور الحياة المعاصرة بطريقة إيجابية وتسعى إلى بناء المصالحة"، ويصفها بأنها "بطلة وطنية"، وفق الوكالة.وسناء، التي تدرس الهندسة المدنية، بدأت الرسم في سن الثامنة، على خطى خالها الفنان المعروف هناك، عبد الكريم عثمان أدو. وتقول ضاحكة: "كنت أرسم بالفحم على جميع جدران المنزل. كنت أرسم رؤيتي للعالم". ثم بدأت في دراسته، وفي النهاية جمعت كتابا من رسوماتها، بحسب الوكالة.ومع اهتمام الآخرين بعملها، بدأت المشكلات في الظهور، وكانت "تخشى على نفسها في بعض الأحيان". وتتذكر سناء في حديها للوكالة مشادة خلال معرض أقيم مؤخرا في جامعة مدينة مقديشو، عندما بدأ طالب في الصراخ قائلا: "هذا خطأ!" في إشارة إلى الفن، بينما حاول الأساتذة تهدئته موضحين أن الفن جزء مهم من العالم.وتقول الفنانة إن "الكثير من الناس في الصومال لا يفهمون الفنون، بل إن البعض ينتقدها باعتبارها مثيرة للاشمئزاز". وفي المعارض، تحاول أن تجعل الناس يفهمون أن الفن "مفيد وأنه سلاح يمكن استخدامه لأشياء كثيرة".