حاجيات مستعملة، قد يراها البعض مجرد قطع تباع بسعر رخيص، لكنها في قلوب وذاكرة أصحابها، حياة كاملة، قد كبرت معهم، وفرحت وحزنت معهم، وهي اليوم تمثل أداة تعينهم على "الهروب" من واقع يرهق تفكيرهم ويدفعهم إلى هجرة مدينتهم، السليمانية، على أمل "عيش حياة آمنة كريمة مستقرة في بلد أجنبي"، كما يقول بعضهم.
يقول صاحب محل بيع الاثاث المستعمل نوزاد عزيز، في السليمانية، في حديث لصحفي، "هناك اشخاص يأتون إلى محالنا، لعرض اثاثهم ومقتنياتهم المنزلية للبيع"، مشيرا إلى أن "هذه الحالات باتت شبه يومية".
"أغلب الذين يعرضون ممتلكاتهم للبيع، يستعدون للهجرة إلى الخارج"، يضيف عزيز، لافتاً إلى أن "بعضهم يعرض ممتلكاته بأسعار زهيدة، بهدف الحصول على الأموال بأسرع وقت، والتوجه إلى الخارج".
"لم يعد لنا أمل بالعيش هنا"
من جهته يقول المواطن أحسان زاهر، إنه "عرض أثاث بيته للبيع، لأنه يرغب بالهجرة إلى أوروبا مع اسرته"، لافتا إلى أنه "ينتظر بيع ممتلكاته بسعر ملائم، لتوفر الأموال اللازمة للهجرة".
ويضيف، أن "الأوضاع المعيشية في الاقليم صعبة، لذا أسعى إلى التوجه لإحدى الدول الاوروبية، بحثا عن حياة أفضل"، مبينا "لم يعد لنا أمل بالعيش هنا".
في آب الماضي، قال رئيس مؤسسة لوتكة الكردية المختصة بشؤون اللاجئين آري جلال، في حديث لـصحفي، أن "أكثر من 35 الف مواطن عراقي أعمارهم فوق 18 سنة، طلبوا اللجوء إلى الدول الاوروبية خلال العام الحالي"، مبينا أن "نحو 70% من طالبي اللجوء العراقيين، هم من أهالي اقليم كردستان، قد دفعتهم للجوء بسبب الظروف المعيشية الصعبة خلال السنوات الماضية".
