تعد اعلانات التشجيع على شراء المنتوجات التجارية وترغيب الناس بها، فنا بحد ذاته، وهو يقوم على أسس علمية رصينة، استغل كافة الوسائل المتاحة مثل التلفزيون والراديو والمواقع الالكترونية فضلا عن مواقع التواصل الاجتماعي التي اصبحت اكبر مجال للترويج عن المنتجات، بحيث اصبح له مختصون في جميع انحاء العالم، بسبب نجاحه، ما دفع الشركات والمعامل والمصانع الى دفع اموال طائلة جدا من اجل الترويج عن منتجاتها، بوسائل اقناعية متعددة اهمها "المصادقية"، التي تتنافس عليها الشركات التجارية.
اما في العراق في زمن الفساد وضعف التقييس والسيطرة والفوضى التجارية والاقتصادية، فالوضع يختلف تماما، فانت لا تحتاج الا الى "الكذب" على المواطن العراقي المنهك بسبب البطابة العوز. ان استغلال المواطن العراقي والكذب عليه في عملية الترويج عن المنتجات التجارية، لا تحمل ادنى درجة من الشرف المهني، وقد لاحظه الجميع في كثير من المواقف والاساليب التي تتخذها الشركات الكبرى العاملة في العراق، ومنها شركة (كوكا كولا) المسؤولة عن صنع مشروب (البيبسي) في العراق والمسؤولة عن صنع المنتجات الاخرى من المشروبات الغازية مثل الفانتا وغيرها، فهذه الشركة تفننت في استغلال المواطن العراقي، وبطرق كثيرة وحديثة ومبتكرة، منها الكذب من اجل تعظيم ايرادتها المالية العظيمة.
وواحد من الطرق المبتكرة في عمليات غش واستغفال المواطن العراقي، هي الاعلانات التشجيعية بوجود جوائز في عمليات شراء منتوجاتها، التي تدفع العراقيين الى الاقبال على الشراء من اجل نيل الجوائز، لكن ما ان يشتري هذا المواطن المسكين يكتشف ان الجائزة ليس الا كذبة وليس لها وجود الا على العلبة التي يشتريها، وهو ما شكا منه العديد من المواطنين.
هذا الامر يكشف عن مسألة خطيرة جدا، الخلل الحكومي في العراق في عملية متابعة هذه الشركات ومنها الشركات المسؤولة عن انتاج المشروبات الغازية التي قامت بممارسات عجيبة غريبة رغم انها لا تملك لها اي منافس لها في العراق. فهذه الشركة عادة ما تستغل كل حدث او نكبة اقتصادية تصيب البلاد، وبدلا من ان تقوم بمساعدة العراق في هذه النكبة، تقوم بالرقص عليها واستغلالها استغلالا ذكيا، كما حدث في الازمة الاخيرة برفع صرف الدولار مقابل الدينار العراقي، بقيام هذه الشركة بتصغير حجم العلبة رغم ان الامر لا يمسها ولا يؤثر على ايراداتها. الملفت بالامر هناك بعض الشخصيات الاجتماعية البارزة في المجتمع العراقي، كانوا منتبهين منذ وقت طويل الى هذه الاساليب وحاولوا تجنيب الناس منها ومنها تجنبيهم للمضار الصحية، واغرب واقوى موقف اتخذه احد مراجع الدين في النجف الاشرف، الذي افتى فتوى بـ "حرمة" شراء البيبسي والكولا في اذار 2010.