×

أخر الأخبار

الشهيد محمد صادق الصدر.. سيرة ألهمت الشجعان وأنارت درب الأحرار

  • 14-06-2021, 19:32
  • 631 مشاهدة

رغم أن حقبة النظام البعثي السابق كانت محكومة بالحديد والنار، الى درجة جعلت العراقيين يخشون من انتقاده همسا خشية الذهاب ضحية  الإعدام والإخفاء القسري والتعذب، لكن ثمة صوت علا بمنتهى الشجاعة ليكون شعلة للأحرار.
إنه المرجعُ الديني آية الله العظمى السيد مُحمّد بن مُحمّد صادق بن محمد مهدي بن إسماعيل الصدر، الذي اتدى الكفن في عصره وتحدى اعتا نظام دموي عرفه العراق.
ولد في 23 آذار 1943 في منطقة الكاظمية المقدسة ببغداد، ونشأ في كنف أسرةٍ دينية ضمّت علماء كبار منهم والده محمد صادق الصدر وجده لأمه آية الله العظمى محمد رضا آل ياسينن وهو من المراجع المشهورين وتزوج من بنت عمه محمد جعفر الصدر ورزق بأربعة أولاد منها هم مصطفى ومقتدى ومؤمل ومرتضى.
ونسبه الطاهر، هو محمد بن محمد صادق بن محمد مهدي بن إسماعيل بن صدرالدين محمد بن صالح بن محمد بن إبراهيم شرف الدين بن زين العابدين بن نور الدين علي بن علي نور الدين بن الحسين بن محمد بن الحسين بن علي بن محمد بن تاج الدين ابي الحسن بن محمد شمس الدين بن عبد الله بن جلال الدين بن احمد بن حمزة الاصغر بن سعد الله بن حمزة الأكبر بن ابي السعادات محمد بن ابي محمد عبد الله بن ابي الحرث محمد بن ابي الحسن علي بن عبد الله بن ابي طاهر بن ابي الحسن بن ابي الطيب طاهر بن الحسين القطعي بن موسى بن إبراهيم المرتضى الأصغر بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن السبط ابي عبد الله الحسين بن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم.
درس في الحوزة العلمية في سن مبكّرة حيث ارتدى الزي الديني وهو في الحادية عشر من عمره درس النحو على يد والده محمد صادق الصدر، ثم على يد طالب الرفاعي وحسن طراد العاملي أحد علماء الدين في لبنان، ثم أكمل بقية المقدمات على يد محمد تقي الحكيم ومحمد تقي الأيرواني وقد دخل إلى كلية الفقه في 1957 ودرس على يد عدد من كبار علماءها وتخرج منها في دورتها الأولى عام 1964 م وباشر بتدريس البحث الخارج في عام 1978 م وكانت مادة البحث آنذاك من المختصر النافع للمحقق الحلي وبعد فترة باشر ثانيه بالقاء أبحاثه في الفقه والأصول ابحاث الخارج عام 1990 م وإستمرّ في ذلك متخذاً من مسجد الرأس الملاصق للصحن الحيدري مدرسه لتلك الأبحاث.
شرع في زمانه، بإرسال العلماء إلى جميع أنحاء العراق لممارسة مهامهم التبليغية وتلبية حاجات المجتمع، وتعيين علماء متخصصين للقضاء وتسيير شؤون أبناء المجتمع، واقام صلاة الجمعة وأمها بنفسه في مسجد الكوفة في النجف الأشرف، وتعميم اقامتها بمدن العراق الأخرى متحديا منعها في ذلك الوقت، مما أثار خشية نظام صدام الذي كان يخنق الشعب بقضبة حديدية.
وشارك الصدر في الانتفاضة الشعبانية عام 1991 كقائد لها لبضعة ايام، لكن سرعان ماتم اعتقاله من قبل عناصر من الأمن البعثي.
في يوم الجمعة الرابع من ذي القعدة الموافق التاسع عشر من شباط 1999 وبينما كان السيد الصدر برفقة ولديه مؤمّل ومصطفى في سيارته عائداً إلى منزله في منطقة الحنانة في النجف الأشرف، تعرّض لملاحقةٍ من قبل سيارة مجهوله فاصطدمت سيارته بشجرةٍ قريبة، وحسب التقارير والشهود العيان أنّ المهاجمين ترجّلوا من السيارة وأطلقوا النار على الصدر ونجليه وتوفى ابنه مؤمّل الصدر فورًا، أمّا الشهيد محمد محمد صادق الصدر فقد جاءته رصاصات عدّة، ولكنه بقي على قيد الحياة، وعند نقله إلى المستشفى تمّ قتله برصاصة بالرأس، وابنه مصطفى أُصيب بجروح ونُقِلَ إلى المستشفى من قبل الأهالي وتُوفِي هُناك مُتأثرًا بجراحه.
في أعقاب استشهاد السيد الصدر، شهدت مناطق جنوب العراق وبغداد تظاهرات عارمة كسرت حاجز الخوف وجوبهت بقمع بالغ السقوة من قبل أجهزة النظام السابق وسط تعتميم إعلامي رهيب.