على الرغم من مرور اكثر من عام على تسنم حسن ناظم حقيبة وزارة الثقافة، الا ان وعوده التي اطلقها بخصوص إصلاح الهيكل الإداري للوزارة وكذلك النهوض بواقع الثقافة والاهتمام بالتراث العراقي لم يتحقق شيئاً منها، فيما يرى مراقبون أن الوزير انسلخ عن مهامه وتحول مادحاً لرئيس الوزراء مصطفى الكاظمي للبقاء بمنصبه، في وقت تشهد الوزارة حالة من الغليان ضد الوزير ادت الى الخروج بتظاهرات حاشدة للمطالبة بإقالته فوراً.
تظاهرة حاشدة
عند ابواب وزارة الثقافة في شارع حيفا وسط بغداد، تظاهر الآلاف من منتسبي الوزارة يوم أمس الأحد (6/6/2021) للمطالبة بإقالة وزير الثقافة حسن ناظم ومستشاريه بشكل فوري نتيجة سوء الادارة، مبينين أنهم نظموا سابقاً تظاهرات خارج وداخل الوزارة الا ان مطالبهم لم تتحقق.
واضافوا، أن الوزير الحالي لم يقدم على الاستجابة لمطالبهم والتي تتلخص برفع الظلم والجور عليهم، داعين في الوقت نفسه لجنة الثقافة النيابية الى تسلم الوزارة لحين تعيين شخص كفء يتولى ادارة الوزارة بشكل مهني، فضلاً عن، الغاء قرارات الوزير بخصوص هيكلة الوزارة واستقطاع رواتب الموظفين.
غياب الانجازات
ويقول رئيس جمعية الآثار العراقية في حديث لموقع “العهد”، إن “وزارة الثقافة الحالية لم تقدم شيئاً يذكر للنهوض بواقع الاثار والتراث في البلاد، وان دوام الموظفين اصبح روتينياً يبدأ في الساعة الثامنة وينتهي في الساعة الثانية ظهراً من دون تقديم أي منجز”.
واضاف أن “الاثار والتراث تعتبر الواجهة المهمة والاساسية لكل بلدان العالم باستثناء العراق”، لافتاً الى أن “الادارة الحالية تتجه بالوزارة نحو الاسواء، وانها لم تقم بمهامها الاساسية”.
واوضح أنه “اذا استمر الحال على ما هو عليه الآن، فان التراث العراقي سيندثر ويتحول الى اساطير تراها الأجيال القادمة ولن يبقى شيء اسمه تراث”، مؤكداً أن “المشاكل الحالية يمكن تجاوزها من خلال وضع الشخص المناسب بالمكان المناسب”.
مدح الكاظمي للتغطية على الفشل
خلال احدى جلسات مجلس الوزراء، قال وزير الثقافة حسن ناظم لرئيس الحكومة مصطفى الكاظمي، بشكل مباشر “نحن محظوظون في انك تسنمت رئاسة الحكم في فترة عصيبة تشهدها البلاد”.
ورأى وزير الثقافة أن “هناك انسجاماً كبيراً وقد لمسته لمساً حقيقاً في الكابينة الحالية في العمل والتعاون هو شيء استثنائي”.
ويرى مراقبون، أن حسن ناظم التجئ الى هذه الطريقة، للتغطية على فشله والاستمرار بمنصبه، رغم التظاهرات التي خرجت ضده والمطالبة بإقالته.
مقابل ذلك، لمح السياسي العراقي عزت الشابندر الى ان التصريحات الدفاعية عن الكاظمي هدفها اغلاق ملفات فساد، فيما اشار الى أن الحساب قادم وبشكل سريع جدا.
وقال الشابندر في تغريدة له، إنه “في أجواء الفتنة التي مرت ولغير رجعة ان شاء الله لا يسعد السيد رئيس الوزراء أو يشرفه الدفاع الحماسي المفتعل عنه على شاشات التلفزيون من قبل بعض الفاسدين من وزراء ونواب سابقين او لاحقين ولن يكون ذلك ثمنا لإغلاق ملفاتهم التي تنتظر دورها فقط “.
هذا ويفسر مراقبون بان تغريدة الشابندر تدل على أن الوزير او المسؤول الذي يمتدح الكاظمي لديه ملفات وشبهات فساد، وانه يتملق لرئيس الوزراء بهدف الهروب من الحساب والبقاء في المنصب الذي يشغله.