شهرٍ من الاستعدادات شهدها العراق لاستقبال بابا الفاتيكان، وما أن اصبح مجئ سيد الفاتيكان البابا فرنسيس واقعاً، حتى ابدى البعض رفضه، وبرغم الترحيب الشعبي والسياسي الذي شهدته الزيارة، اظهر زعاء وساسة المكون السني عتبهم، واجدين أن الضيف إما قد يكون تجاهلهم، أو انهم همشوا من قبل الجهات المنسقة لهذه الزيارة.
تغريداتٌ وتصريحات، اثيرت اعلامياً، أصرّ خلالها أهلُ السنة على انهم مهمشين بهذه الزيارة، أو ان يكونوا متجاهلين، فلم تكن ضمن برنامج زيارة وفد الفاتيكان أي توجهاً خاصاً إلى شخصيةٍ سنيةٍ دينية معروفة.
الزعيم السياسي السني محمد الكربولي عبر عن امتعاضه على حسابه الخاص في تويتر مستهجناً التهميش الذي يواجهه المكون السني وقال ان"المرجعية الدينية السنية في العراق لا تقل عن الازهر الشريف بمصر، نتفهم الظروف المعقدة التي تعرقل لقاء سماحة البابا بمرجعيتنا الكبيرة بقلوبنا رغم محاولات اقصاء وتهميش دور المكون السني الكبير.. و نرحب بقدوم سماحته الى العراق.
بينما عبر رئيس تحالف القرار العراقي اسامة النجيفي ايضا في تغريدة على حسابه الخاص، عن تفاجئه من تجاهل البابا بعدم تخصيص زيارة للمراجع السنة ضمن برنامجه في العراق وقال "بقلوب محبة نرحب بزيارة الحبر الأعظم قداسة البابا فرنسيس الأول للعراق ، ونعد زيارته رسالة للسلام بين العراقيين والعالم ، ونستغرب خلو برنامجه من زيارة المرجعية السنية للمجمع الفقهي في جامع الامام أبي حنيفة النعمان".
زعاماتٌ دينية سنية هي الاخرى عبرت عن اسفها لهذا التجاهل، يقول مصطفى البياتي خطيب جامع ابي حنيفة النعمان وعضو المجمع الفقهي لـ المطلع "ان زيارة البابا الى العراق فيها رسائل كثيرة للسلام والمحبة ووحدة الاديان، البابا كان في ضيافة المسلمين، وكان ضمن مراسيم استقباله وجوداً للمكون السني واعضاء المجمع الفقهي".
واشار البياتي إلى الغياب الواضح او التغييب لابناء السنة بقوله "نعتقد ان هنالك تجاهل بلقاء منفرد مع احد الزعامات السنية الدينية، كان يجب وضع هكذا لقاء في برنامج زيارة البابا الذي استمر لـ72 وهذا يعني ان هنالك وقت كافٍ لاستقباله من قبل الزعامات السنية".
وثائقُ سلامٍ يتفهمها زعماء اهل السنة يرغب بابا الفاتيكان بتوقيعها مع شخصيات "عالمية" بحسب وصف البياتي مضيفاً "أننا نتفهم رغبة شخصية دينية تقود مسيحيي العالم مثل شخصية البابا بزيارة شخصيات عالمية معروفة دينية، كما حصل في زيارته لشيخ الازهر، ولهذا هو يلتقي اليوم بالسيد السيستاني كونه يمثل الشيعة في العالم، وبالتاكيد وقعت بعض الاتفاقيات التي تشير الى السلام بينهما كما حصل في زيارات البابا السابقة لبلدان مختلفة، لكن كنا نتأمل بحضور اكبر لزعامات المكون السني".
فيما اكد البياتي قائلاً "قد يكون هذا التجاهل غير مقصود، وبما ان الزيارة تصب بالمحبة والسلام فعلى مبدأ السلام سنقول انه غير مقصود وبالتأكيد ان لحضور المكون السني اهمية خاصة فلا عراق بلا سنة".
غياب مرجعٍ سني معروف وحاضر في العراق حال دون زيارة زعامات المكون السني من قبل بابا الفاتيكان، وبحسب المحلل الاستراتيجي عبد الرحمن الجنابي فأن "اسباب عدم زيارة زعيم مكونٍ سني في العراق يعود إلى عدم وجود مرجع سني مؤثر كما هو الحال لدى الشيعة، فشخصية السيستاني حاضرة وقوية ومؤثرة وهي التي دفعت بابا الفاتيكان لاختياره ضمن زيارته كونه يمثل شريحة كبيرة ومهمة ليس في العراق وحسب بل يمثل الشيعة في العالم باكمله".
وانتهت زيارة بابا الفاتيكان بلقاءِ الوفد العراقي في مطار بغداد الدولي برئاسة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وحضور رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب، وعدد من زعماء الكتل السياسية واعضاء البرلمان وشخصيات اجتماعية عراقية، عقبها زيارته الى كنيسة سيدة النجاة ولقاءه بالمرجع الديني الاعلى علي السيستاني في النجف الاشرف ومن ثم زيارته زقورة اور الاثارية، وتوجهه بعدها الى الموصل/ نينوى ومن ثم الى اربيل .