يعيش علي في منزلٍ شِبه متاهلكٍ في إحدى الاحياء الشعبية في بغداد، بمنطقة الكريعات، وبين معاناة الفقر، وازمة السكن في البلاد، حاول علي خلق عالم خاص به، من خلال توظيف موهبته بالرسم، لتغيير واقعه، فحوّل منزله من بيت موحشٍ قديم، إلى قطعةٍ تنتمي للتراث الشعبي.
يقول علي خليفة لـ "من كربلاء الخبر " ، "منذ ثلاثِ سنوات وأنا اعملُ طوعياً بالرسم على الجدران، إنطلقت فكرتي من تغيير جدران الابنية العامة، كرياض الاطفال والمدارس وغيرها".
بعد انتشار الوباء، تغيرت توجهات علي بتحفيز من الناس والمتابعين له ويقول " منذ انتشار الوباء، صار الناس يحفزونني على ترك تزيين المدارس والروضات بسبب غياب الطلاب وايقاف الدوام الرسمي، وباتوا يفضلون ان ارسم لهم على جدران الازقة القديمة لتغيير شكلها، فضلا عن الرسم على جدران البيوت القديمة وتحويلها الى منازل فولكلورية".
اصحاب المنازل القديمة، بين الكريعات والاعظمية والكاظمية، وجدوا فكرة علي مُنقذةً لهم، في بلدٍ ارتفعت نسبة الفقر به إلأى قرابة الـ 30% بعد انتشار وباء كورونا المستجد، باتت فكرة تزيين وترميم البيوت الطوعية والتي يقدمها على مع ستة اشخاص اخرين، يشكلون معه فريقاً متكاملاً، شبه منقذةٍ لهذا الواقع.
يقول عبد الرحمن احد سُكان الازقة القديمة في الكريعات لـ "من كربلاء الخبر "،" نحن نسعد جداً بهذه المبادرة، التي بالتأكيد تُكلف علي وزملائه الكثير من المال وبالمقابل يقومون هم بتحويل بيوتنا من هزيلة المنظر الى جميلة، ونتمنى ان تطور هذه المبادرات لاصلاح اشكال البيوت والازقة القديمة".
مُبادرةُ علي تدفع بامانة بغداد إلى استذكار الازقة القديمة، واعادة ترميمها، يذكر مدير دائرة بلدية الاعظمية زيد فيصل "أن مبادرة هذا الشاب دفعتنا إلى تحسين الخدمات في هذه المناطق الشعبية، التي بات يهتم بها الناس من امثال علي اهتماماً ذاتيا وطوعيا بلا مقابل، الامر الذي الزمنا كجهاتٍ معنية باطلاق مبادرات لتحسين خدمات هذه المناطق".
استمر علي منذ ثلاث سنوات، ومع ستةٍ من افراد فريقه من ضمنهم ابنته الصغرى، على الرسم على جدران المنازل منزوعة الامل، واضفاء شيء من البهجة اليها، محاولاً هو ومن معه التخفيف من وقع الطابع الحزين المرسوم على هذه المناطق من ابنتيها وسكانها بسبب الفقر وازمة السكن