أفاد مراسل وكالة من كربلاء الخبر ، مساء الاثنين، بانطلاق تظاهرة جديدة، في شارع سالم، بمركز مدينة السليمانية.
وتشهد محافظة السليمانية في إقليم كردستان، منذ اسبوع، تظاهرات للموظفين احتجاجا على تأخر صؤف رواتبهم ورفضا للاستقطاعات التي جرت على الرواتب الشهر الماضي.
وخرج المئات من أهالي محافظة السليمانية مطالبين بإلغاء الخصومات والاستقطاعات في الرواتب، إلى جانب سوء إدارة الموارد الطبيعية في اقليم كردستان، قبل أن تتدخل القوات الأمنية منذ السبت الماضي في محاولة لفض الاحتجاجات.
وفي آخر تطور للاحتجاجات المستمرة في السليمانية، أفاد مراسل وكالة من كربلاء الخبر في وقت سابق من اليوم بأن المحتجين اقدموا على حرق جميع المقرات الحزبية في قضاء سيد صادق، مشيراً إلى أن احد المتظاهرين تعرض للاصابة نتيجة اطلاق الرصاص من قبل حماية مقر الحزب الديمقراطي في القضاء.
وأضاف المراسل، أن المتظاهرين في قضاء جمجمال قطعوا الطريق الرابط بين كركوك والسليمانية، وقام مجموعة أخرى من المحتجين في ناحية حاج ياوه بقطع الطريق الرابط بين السليمانية واربيل.
واشار إلى استمرار الاحتجاجات، مع حرائق طالت مقر قائممقامية سيد صادق، وحريقا بمنزل قائممقام قضاء سيد صادق، فضلا عن انتشار أمني في مداخل أغلب الأقضة في السليمانية، وسط صدامات مستمرة بين المحتجين والاجهزة الامنية في قضاء رانيا.
وعلق عضو الحزب الديميقراطي الكرستاني، شيرزاد حسن، في وقت سابق من اليوم الإثنين، على حرق مقار حزبه من قبل المتظاهرين في محافظة السليمانية، فيما اشار إلى أن هنالك جهات سياسية تريد تخريب الوضع الأمني في الإقليم.
وقال حسن في حديث لـ وكالة من كربلاء الخبر إن "حرق مقار الحزب الديمقراطي الكردستاني في أقضية السليمانية تقف خلفه جهات سياسية، حيث أنه من غير المعقول أن تكون هناك تظاهرات عفوية شعبية وبذات الوقت تحمل السلاح"، مبينا أن "هذه التطاهرات مدفوعة من جهات سياسية وإقليمية هدفها تخريب الوضع الأمني في إقليم كردستان".
واضاف أن "الحزب الديمقراطي لا دخل له بتأخر توزيع رواتب موظفي الإقليم، وكان الاجدر بالمتظاهرين أن يتظاهروا ضد الحكومة الاتحادية والكتل النيابية التي أوقفت إرسال المبالغ إلى الإقليم".
وبين حسن أن "هنالك جهات عراقية سياسية تحاول إظهار الحزب الديمقراطي، منبوذاً شعبياً".
وفجر اليوم، اقتحمت القوات الأمنية الداخلية الكردية (الأسايش)، مقر قناة "إن أر تي" الكردية التي تبث من القرية الألمانية بمدينة السليمانية، حيث أوقفت بثها وسط انباء عن تكسير أجهزتها ومنع الموظفين من دخول مبنى القناة.
ويرى مراقبون بأن الدافع الحقيقي وراء التظاهرات الأخيرة في محافظة السليمانية باقليم كردستان، هو الأزمة الاقتصادية التي يمر بها الإقليم منذ سنوات، جزء منها بسبب الخلافات بين أربيل وبغداد على حصة الإقليم من الموازنة، وأيضا حصة الإقليم من رواتب موظفي الإقليم التي تأتي من بغداد وكذلك بسبب انخفاض سعر النفط.
ورغم أن الإقليم يشهد وضعا أمنيا مستقرا بالإضافة إلى تنمية وإعمار أفضل من بغداد والجنوب، إلا أن الغضب الشعبي ضد السلطات يتجدد بين فترة وأخرى.
وأكد تقرير حديث للأمم المتحدة أن 36 بالمئة من سكان إقليم كردستان الذي يتمتع بحكم ذاتي يعيشون بأقل من 400 دولار في الشهر.
وفي عام 2017، اندلعت حركة احتجاج في محافظة السليمانية ضد حكومة الإقليم واتهمتها بـ "بالفساد" ما أدى إلى مقتل متظاهرين على أيدي الشرطة