نفى رجل أعمال عراقي أصيب منزله بصواريخ باليستية إيرانية هذا الشهر، مشاركته في أي محادثات لتصدير الغاز الطبيعي من إقليم كردستان العراق إلى أوروبا، وأكد أنه ليس لديه علم بأي خطط في هذا الصدد.
وقال الرئيس التنفيذي لمجموعة "كار" للطاقة باز كريم البرزنجي إنه وشركته غير مخولين باستضافة أي محادثات في منزله، لأنه لا يشغل منصبا حكوميا للتحدث عن تسويق غاز الإقليم، وإنه لم يتحدث مع أي شخص عن هذا الموضوع، وأكد أن إقليم كردستان العراق ليست لديه القدرة الإنتاجية التي تسمح له بتصدير الغاز الطبيعي في المستقبل القريب، وهو ما يتعارض فيما يبدو مع تصريحات لرئيس حكومة الإقليم مسعود البارزاني هذا الأسبوع.
وقال البرزنجي "نعمل في مجال النفط والغاز منذ 15 عاما، وتمكنا فقط من إنتاج 50% من احتياجات الاستهلاك المحلي… ولن يمر الغاز عبر الحدود في أي وقت قريب دون الوفاء بالاستهلاك المحلي".
وأضاف أن مجموعة كار تعمل على مد خط أنابيب الغاز المحلي القائم إلى مدينة دهوك التابعة للإقليم، وسيُستخدم الغاز المتدفق للاستهلاك المحلي وتشغيل محطة توليد الكهرباء في المدينة الواقعة في إقليم كردستان العراق.
ويعاني العراق بشكل عام -وإقليم كردستان العراق بالأخص- من نقص مزمن في الكهرباء، ولا سيما خلال أشهر الصيف الحارقة، وتورّد إيران جزءا كبيرا من الطاقة والغاز اللازمين لتشغيل شبكة الكهرباء في العراق.
مبررات الهجوم
وكانت إيران قد أطلقت 12 صاروخا باليستيا على مدينة أربيل كبرى مدن إقليم كردستان العراق في 13 مارس/آذار، في هجوم قالت إنه استهدف "مراكز إستراتيجية" إسرائيلية، وجاء ردا على هجوم عسكري إسرائيلي في سوريا أدى إلى مقتل عسكريين إيرانيين، وأصابت معظم الصواريخ الإيرانية فيلا يملكها البرزنجي.
وقال مسؤولون عراقيون وأتراك وغربيون لرويترز هذا الأسبوع إن الهجوم جاء لأسباب من بينها خطط تدعمها إسرائيل لتصدير الغاز الطبيعي من كردستان إلى تركيا وأوروبا. وأكد المسؤولون أن مناقشات جرت في هذا الصدد تمت في فيلا البرزنجي.
ولفت مسؤول حكومي عراقي ودبلوماسي غربي في العراق إلى أن البرزنجي معروف بأنه يستضيف المسؤولين ورجال الأعمال الأجانب في منزله، وأن من بينهم إسرائيليين.
وقال المصدر الأمني العراقي والمسؤول الأميركي السابق إن مجموعة كار النفطية المملوكة للبرزنجي تعمل على تسريع خط أنابيب الغاز. ويشير المسؤول الأميركي السابق إلى أن خط الأنابيب الجديد سيربط بخط استُكمل بالفعل على الجانب التركي من الحدود.
وأكد مسؤولون عراقيون وأتراك -تحدثوا إلى رويترز بشرط عدم الكشف عن هويتهم هذا الأسبوع- أنهم يعتقدون أن الهجوم كان بمثابة رسالة متعددة الجوانب لحلفاء الولايات المتحدة في المنطقة، غير أن الدافع الرئيسي كان خطة لضخ الغاز الكردي إلى تركيا وأوروبا بمشاركة إسرائيل.
ونفى مكتب رئيس إقليم كردستان نيجيرفان البارزاني عقد أي اجتماعات مع مسؤولين أميركيين وإسرائيليين لمناقشة خط أنابيب في فيلا البرزنجي. وينفي الأكراد أي وجود إسرائيلي عسكري أو رسمي على أراضيهم.
تصدير الغاز
وكان رئيس وزراء إقليم كردستان العراق مسرور البارزاني قال هذا الأسبوع إن الإقليم لديه القدرة على تعويض جزء من نقص الطاقة في أوروبا، واعتبر -في كلمة أمام منتدى للطاقة في دبي- أن تطوير قطاع النفط والغاز في الإقليم قد لا يكون في مصلحة إيران المنتجة للطاقة.
ولفت إلى أن محاولات إيقاف الإقليم لا تقتصر على الصواريخ، ولكن أيضا هناك المؤسسات التي يجري التلاعب بها، في إشارة إلى قرار من المحكمة الاتحادية العراقية الذي اعتبر قانون النفط والغاز في الإقليم غير دستوري، وطالب السلطات الكردية بتسليم إمدادات الخام إلى الحكومة الاتحادية.
ووصف رئيس وزراء كردستان هذا القرار بأنه "ظلم فادح"، وأشار إلى أنه يتفاوض مع الحكومة الاتحادية، وأنه مصرّ على الحفاظ على الحقوق الدستورية، وأكد أن الإقليم أعطي تطمينات لشركائه التجاريين والمنظمات الدولية بأنه لا يزال ملتزما باحترام عقوده.