×

أخر الأخبار

ملوحة المياه في العراق: خسائر اقتصادية بأكثر من 37 مليار… المئات “يتسممون” مادام “الحل” لايطبق!

  • 18-10-2020, 23:01
  • 430 مشاهدة

لا زال “اللسان الملحي” الذي أجبر عشرات المزارعين في مناطق جنوب البصرة، كأبي الخصيب وناحية السية، على النزوح قبل سنتين من أراضيهم المحاذية لشط العرب والإتجاه إلى شمال المدينة، يمتد إلى مزيد من الأراضي الزراعية هناك، ويهدد الفلاحين بما تبقى سالماً من أرضهم، حسبما يؤكد بعضهم.وبحسب إحصائيات رسمية صادرة عن مديرية البيئة في المنطقة الجنوبية، فإن خسارة انتاج التمور بفعل اللسان الملحي تجاوزت في عام 2018 وحده 12 مليون كغم وبسعر يفوق مليارين ونصف المليار دينار، فيما تشير إحصائيات أخرى إلى أن الثروة الحيوانية خسرت في العام ذاته قرابة 35 مليار دينار، للسبب ذاته.ويقول المتضررون، إن قلة الإطلاقات المائية في الأنهر و”الإدارة غير الكفوءة” هما السبب الذي يجعل هذه المشكلة مستمرة حتى الآن لتكبدهم خسائر جديدة.تقارير تؤكد ان اللسان الملحي لا يكتفي  بالجزء الكبير الذي التهمه من بستانه فيبتلع الأرض كلها ويحرمه وعائلته من لقمة العيش ويقضي على أرض الأجداد التي يعتزُّ بها.ويشير مدير ناحية السيبة أحمد هلال إلى أن “مشكلة ارتفاع التراكيز الملحية في ماه شط العرب أدت إلى تسجيل أكثر من 100 حالة تسمم في البصرة بشكل عام، في حين تضرر الواقع البيئي لناحية السيبة بشكل كبير جراء هذه المشكلة، فمساحات كبيرة من الأراضي الزراعية هنا تدمرت، ما أثر على كمية المحاصيل الزراعية التي كانت ترفد الأسواق المحلية في المحافظة”.لم يقتصر الضرر على الزراعة فقط، فالأسماك التي لم تنفق هاجرت الأنهار هرباً من التراكيز المحلية العالية، كما تراجعت تربية الحيوانات، كالجاموس والأبقار، حسبما يوضح هلال.“أفضل حلٍ يضع حداً لصعود اللسان الملحي على عمود شط العرب هو الحوار والاتفاق بشأن الإطلاقات المائية مع الدول الواقعة على منابع الأنهار”، يقول مدير دائرة بيئة المنطقة الجنوبية وليد الموسوي.ويؤكد الموسوي إن “الدور الرئيس يقع على كل من تركيا وإيران في هذه المسألة، وعند زيادة الإطلاقات المائية من جانبهم، سيندفع اللسان الملحي باتجاه الخليج”، مبيناً أن “هذه الخطوة (الاتفاق مع هذين البلدين) تحتاج إلى تظافر ودعم عالٍ المستوى من الجهات المختصة لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من الأراضي الزراعية”.و”اللسان الملحي”، هو عبارة عن تراكيز ملحية ناتجة عن مركبات مثل كلوريد المغنسيوم والصوديوم والكالسيوم تأتي من الخليج العربي صوب شط العرب، وما يزيد حدته هو عامل قلة الإطلاقات المائية في الأنهر العراقية، على ما يقول خبراء، الأمر الذي يلحق ضررا جسيما بالأراضي والمحاصيل الزراعية في المحافظة ويتسبب بنفوق الأسماك وإصابة الأبقار والجواميس بالعمى.