×

أخر الأخبار

اسعار النفط تقفز باكثر من 4 دولارات.. خام برنت يتجاوز 110 دولارات للبرميل

  • 30-07-2022, 09:07
  • 346 مشاهدة

قفزت أسعار النفط، اليوم السبت، بأكثر من أربعة دولارات للبرميل، مع تحول التركيز إلى اجتماع "أوبك +" الأسبوع المقبل.


وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم أيلول (سبتمبر)، 3.29 دولار أو 3.1 في المائة إلى 110.43 دولار للبرميل بعد أن لامست أعلى مستوياتها منذ الخامس من تموز (يوليو).

ووفقا لـ"رويترز"، ارتفعت العقود الآجلة لخام برنت تسليم تشرين الأول (أكتوبر) 4.42 دولار إلى 106.25 دولار.

وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 4.85 دولار أو 5 في المائة إلى 101.27 دولار للبرميل.

وعزز ارتفاع أسواق الأسهم النفط كما فعل ذلك أيضا تراجع الدولار الذي يجعل النفط أرخص لمشتري النفط بعملات أخرى.

وتوقع مسح اقتصادي أمس، أن يسجل خام برنت 105.75 دولار للبرميل في المتوسط، وأن يسجل الخام الأمريكي 101.28 دولار للبرميل في المتوسط هذا العام.

وسيكون الاجتماع المقبل لمنظمة البلدان المصدرة للبترول وحلفائها، أو التكتل المعروف باسم "أوبك +"، في الثالث من آب (أغسطس) عاملا مهما في السوق.

وذكرت مصادر في "أوبك +" أن التكتل سيدرس الإبقاء على مستوى الإنتاج دون تغيير لسبتمبر، لكن مصدران في التكتل قالا "إنه ستجري مناقشة زيادة طفيفة في الإنتاج".

غير أن محللين أكدا أنه سيكون من الصعب على "أوبك +" زيادة الإمدادات في ظل الصعوبات التي يواجهها كثير من المنتجين بالفعل للوفاء بحصص الإنتاج.

من جهة أخرى، تقول الكاتبة ماريا تاديو في تحليل نشرته وكالة "بلومبيرج" للأنباء أمس، إن الاعتماد على روسيا كمصدر أساسي للطاقة أظهر عيوب النموذج الاقتصادي لألمانيا، الذي يقوم على أساس التصنيع الكثيف المعتمد على الغاز الطبيعي الرخيص، وقصور نظر نخبتها السياسية بسبب اعتمادها على الكرملين.

وأضافت "وفي حين ما زالت ألمانيا تعاني صدمة إمدادات الطاقة، تزايدت النزعة الاستقلالية والحسم لدى دول جنوب أوروبا، هذا الأمر ليس انتقاما من أعوام التقشف التي قادتها ألمانيا في الاتحاد الأوروبي، لكنه إعادة لحسابات القوى قد تؤدي في النهاية إلى وجود اتحاد أوروبي أفضل".

جاء التمرد على السلطة الأبوية الاقتصادية لألمانيا في الاتحاد الأوروبي من جانب إسبانيا، التي كشفت تريزا ريبيرا وزيرة التحول الأخضر الإسبانية عن عدم ارتياحها في مواجهة ألمانيا، عندما ردت على اقتراح المفوضية الأوروبية لدعوة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى خفض استهلاكها من الطاقة 15 في المائة خلال الشتاء الحالي.

وقالت الوزيرة: إن بلادها قامت بما يتوجب عليها، فهي لم تتوسع في الاعتماد على إمدادات الغاز الطبيعي الروسي، واستثمرت بكثافة في مشاريع الطاقة المتجددة، والأكثر أهمية هو أن بلادها "تعيش في حدود إمكاناتها".

هذه الصفعة، تعيد التذكير باللغة التي استخدمتها ألمانيا في ذروة الأزمة المالية الأوروبية، عندما قدمت برلين أكبر دعم مالي لدول الاتحاد مقابل التزام هذه الدول بإصلاحات هيكلية عمقت الركود الاقتصادي في جنوب أوروبا.

وكانت اللغة التي استخدمتها الوزيرة الإسبانية استعراض قوة غير معتاد من جانب إسبانيا التي تحصل على دعم من الاتحاد الأوروبي يفوق ما تسهم به في ميزانيته. وانقسمت ردود الأفعال على تصريحات الوزيرة بين هؤلاء الذين قالوا إن الوقت حان للخروج من عباءة ألمانيا، وهؤلاء الذين يخشون من أن تؤدي مثل هذه اللغة إلى إثارة التوترات القديمة.

وتقول ماريا ماديو: إن تصريحات ريبيرا هي مزيج من الموقفين، ويعكس سخطا من استمرار تردد ألمانيا في الاعتراف بفشل سياستها تجاه روسيا. وفي حين يبدو أن الجميع أدرك أن شعار "صنع في ألمانيا" استند إلى أساس هش، وأن ألمانيا الآن باتت قريبة من السعي إلى طلب المساعدة من الآخرين.

وكانت إسبانيا من الأصوات الأولى التي حذرت من أزمة الطاقة بمجرد اتجاه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى تقليل الإمدادات، في حين بدأت سوق الطاقة تظهر مؤشرات على معاناتها الضغوط، في أواخر العام الماضي.

وفي خريف العام الماضي، اقترح رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز، الذي يواجه ضغوطا قوية لخفض معدل التضخم وقيمة أسعار الطاقة في السوق المحلية، ضرورة التحرك الأوروبي الجماعي لمواجهة ارتفاع أسعار الطاقة.

وتؤكد مدريد كما تفعل منذ مدة ضرورة تحسين ربط شبكات الطاقة بين دول أوروبا، في حين أن تقليص خفض استهلاك الطاقة على مستوى كل دولة، لن يفيد ألمانيا إذا لم تستطع مدريد تصدير فائض الطاقة لديها، لكن دعوات إسبانيا وجدت آذان صماء وتم التعامل معها كما لو كانت دولة جنوبية تطلب مساعدة جديدة.

وأصبح ملف الطاقة مشكلة أوروبية عندما أصبحت المخاطر التي تواجه ألمانيا عصية على المواجهة، ويعكس هذا الموقف مشكلة صناعة السياسة في أوروبا، ويشير إلى طريق للحل.

تقول تاديو في تحليلها: إن الوقت حان للتعامل بجدية أكبر من المقترحات التي تقدمها دول جنوب أوروبا الأضعف اقتصاديا. وأي إعادة للتوازن، خاصة إذا أدى إلى تحسين عملية صناعة القرار، يجب أن تكون محل ترحيب في المفوضية الأوروبية التي يتحدث فيها القادة إلى جمهورين أحدهما محلي والآخر أوروبي في الوقت نفسه.

وحسنا فعل قادة دول الجنوب عندما وافقوا بسرعة قياسية على اتفاق قدمته ألمانيا بشأن ملف الطاقة خلال الأسبوع الحالي، وتجاوزوا المعارضة الكلامية التقليدية وتجنبوا توجيه الانتقادات.

وإذا فشل الاتحاد الأوروبي في إعادة صياغة آليات صناعة القرار سيكون الأمر بمنزلة حماقة وقصر نظر، وقبل كل ذلك انتصارا كبيرا لروسيا.

فالكرملين فوجئ بالوحدة الأوروبية ضد روسيا بعد الحرب في أوكرانيا، في حين أن تأليب الأوروبيين على بعضهم بعضا، من شأنه التراجع عن الوحدة الأوروبية.

ولخصت الوزيرة الإسبانية الموقف جيدا عندما قالت بعد الموافقة على خطة خفض استهلاك الطاقة في الاتحاد الأوروبي "في أوروبا عندما تطلب دولة جارة المساعدة عليك تقديم المساعدة لها". هذه هي الروح التي مكنت أوروبا من تجاوز جائحة فيروس كورونا المستجد، وجعلت ألمانيا تتجاوز خطها الأحمر بشأن إصدار سندات أوروبية مشتركة.

وأخيرا، فإن أي صدام بين الشمال والجنوب سيعيد أوروبا عشرة أعوام إلى الخلف، لكن في ضوء حجم إخفاق ألمانيا والتحديات التي يفرضها هذا الإخفاق على أوروبا ككل، على برلين ألا تتفاجأ عندما تجد دول جنوب أوروبا تطالب بدور أكبر في صناعة القرار الأوروبي.