وحول ما قام به الأمريكيون مؤخراً في العراق وجربوا منظومة باتريوت بذريعة حماية سفارتهم من الضربات الصاروخية، اكد الخبير القانوني العراقي الدكتور طارق حرب في تصريح صحفي له ان هذا العمل يعتبر انتهاكاً للسيادة العراقية، قائلا، ان هذا العمل غير قانوني بموجب القانوني الداخلي العراقي والقانون الدولي.
وأضاف، ان هذه الأفعال غير مشروعة لأن الحكومات العراقية التي انشأت بعد 9/4/2003 كلها حكومات ضعيفة مع احترامي لكل من فيها. فلو كانت قادرة على بسط الأمن لما تمكنت أمريكا او الأخرين القيام بشيء. ولكن لأنها حكومة ضعيفة تشجع الأخرين على تصفية الحسابات بينهم على الأراضي العراقية. هذا الأمر هو الأساس.
وبشأن عدم وجود أي بلد في العالم ينشر بالقرب من سفارته منظومة دفاع جوي، بل أن الأمر يترك لحكومة البلد المضيف لحماية السفارات والبعثات الدبلوماسية، قال الدكتور طارق، بتقديرهم ان الحكومة العراقية حكومة عاجزة عن حمايتهم. فيقولون كل 72 ساعة تقصف السفارة الامريكية فكنا مضطرين للجوء الى هذا الاسلوب. يعني امريكا القت المسؤولية على الحكومة العراقية وتقول لها لم تحمينا و ان هناك جهات تقصف باستمرار السفارة فلجأنا الى حماية انفسنا بأنفسنا.
وأضاف، لا اعلم اذا كان هناك اذن للقيام بالتجربة أم لا. هناك جهات امريكية تقصف السفارة الامريكية، العجيب ان القصف للسفارة لم يؤدي الى جرح امريكي واحد لقد تم القصف عشرات المرات. هل جرح امريكي واحد؟ كلا. الهدف من كل ذلك تشجيع أمريكا على التدخل أكثر في العراق.
وعن تزامن اختبار المنظومة مع تنفيذ ضربات صاروخية على السفارة والاعلان أن المنظومة قامت بالتصدي لتلك الصواريخ، قال الدكتور طارق، لا يعتقد أن دولة تقبل التدخل في سيادتها وتجعل الاخرين يتخذون اللازم لحمايتها واذن لماذا هي دولة؟ فهي بموجب القانون الدولي ملزمة بالحماية ولكن عندما تعجز الدولة عن الحماية؟ الذين قصفوا السفارة هم حركوا امريكا على جلب الباتريوت هذا انتهاك للسيادة العراقية. انتهاك السيادة امريكيا حصل ولكن من السبب؟ يجب البحث عن السبب الذي جعل أمريكا تنتهك السيادة العراقية. العجيب يقصفون دون نتيجة. قصفوا السفارة آلاف المرات هل جرح أمريكي واحد؟
وأضاف، يمكن ان يكون الامريكيون وراء ذلك ومن الممكن ان يكون هناك تنسيق بين السفارة الأمريكية والذين يقصفون. والذين يقصفون هم عملاء للسفارة الامريكية لإقناع الحكومة العراقية بأن جلب منظومة الصواريخ مسألة مقبولة لأن السفارة تتعرض للقصف فهم اصلا عملاء امريكان موجودون في العراق. جعلوا سبب وحجة وذريعة لأمريكا لجلبها الباتريوت. وهذا لا يمكن قبوله. لا نختلف على مسألة انتهاك امريكا للسيادة العراقية لكن نختلف على من كان وراء ذلك.
وأكد الخبير القانوني العراقي ان هذا الإجراء يخالف القانون الدولي وإن كنت اشعر ان هناك موافقة من الحكومة العراقية لكن لا اجد تبرير لأن الحكومة لم تصدر توضيحا تقول فيه ان هذه الامور حصلت بعلمنا او موافقتنا او هذه الامور حصلت بسبب معين. هذا هو الإشكال الذي يبقى قائماً