من كربلاء الخبر - بغداد
كشف النائب مرتضى الساعدي، اليوم الخميس (9 آيار 2024)، عن مضامين خطة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في إعادة هيكلة الجهاز الحكومي.
وقال الساعدي في حديث لـ من كربلاء الخبر"، ان "إعادة هيكلة الجهاز الحكومي لاسيما في جوانبه الإدارية والمالية والاقتصادية مطروح"، مؤكدا انه "بحاجة الى اصلاح جذري في ظل وجود ترهل وضعف في بعض الجوانب الإدارية ناهيك عن الاعداد الكبيرة للموظفين في بعض المؤسسات لدرجة باتت عدم القدرة على توفير المقاعد لهم في صورة تعبر عن جزء من الوضع".
وأضاف الساعدي، انه "تم تشكيل لجنة عليا برئاسة رئيس مجلس الوزراء محمد شياع السوداني في إعادة هيكلة الجهاز الحكومي"، متسائلا "لكن وفق اي ابعاد وماهي الخطوات الاولى ومعاييرها ؟"، لافتا الى ان "خارطة الطريق للعمل لم تطرح حتى الان لكن بالمقابل تبقى اي إجراءات تساعد في تنشيط القطاع الحكومي ومعالجة الترهل خطوة بالاتجاه الصحيح".
وأشار الى ان "مؤسسات الدولة لديها كفاءات قادرة على وضع استراتيجية شاملة لإعادة هيكلة الجهاز الحكومي"، مشددا على انه "اذا ما تم الاستعانة بشركات اجنبية يجب ان تكون هناك مبررات بالإضافة الى بيان مضمون عملها لكن الأهم ان تكون الخطوات ذات فعالية".
وكان الخبير الاقتصادي مصطفى أكرم حنتوش، اشار إلى أن الإحصائيات عن أعداد الموظفين بالعراق غير دقيقة، بيد أن المعلن يؤكد وجود ما يقرب من 2.5 مليون موظف في القطاع العام المدني، إضافة إلى 1.75 مليون موظف في الأجهزة الأمنية التي تشمل وزارتي الدفاع والداخلية ومكافحة الإرهاب والمخابرات وغيرها، وبالتالي فإن في العراق ما يقرب من 4.5 ملايين موظف حكومي.
ويؤكد حنتوش في تصريح صحافي، ان" هناك نحو 3.5 ملايين عراقي يتقاضون رواتب تقاعدية من الدولة، وهؤلاء خارج نسبة 37% من إجمالي اليد العاملة المعلن عنها، مع الأخذ في الاعتبار أن جزءا من الموازنة يذهب لصندوق التقاعد بسبب عدم امتلاك الكثير من المتقاعدين لمدخرات تقاعدية في صندوق التقاعد الذي أعيد بناؤه عام 2008.
ويكمل، أن ما يقرب من 1.5 مليون عراقي يتقاضون رواتب ضمن ما يعرف بالرعاية الاجتماعية (رواتب شهرية تمنحها وزارة العمل للعوائل الفقيرة)، وبالتالي فإن مجموع العراقيين الذين يتقاضون رواتب شهرية من الدولة يقدر بـ 9.5 ملايين عراقي يعتمدون في معيشتهم على الدولة بصورة مباشرة (موظفون ومتقاعدون وذوو الرعاية الاجتماعية)، وهو ما قد يشكل نسبة 23% من سكان العراق الذي تقدر وزارة التخطيط عدد سكانه بنحو 42 مليون نسمة.
من جانبه كشف عضو في اللجنة المالية النيابية، عن انتاجية صادمة للموظف الحكومي في القطاع العام.
وقال جمال كوجر، في تصريح للصحيفة الرسمية، تابعته (بغداد اليوم)، إنَّ: "إنتاجية الموظف لا تزيد على عشر دقائق في كل مؤسسات الدولة، وحتى دمج الوزارات لا يحل المشكلة لأنها ليست العقدة الأساسية".
ودعا كوجر رئيس الوزراء محمد شياع السوداني، إلى "حث وزرائه على وضع برنامج عن كيفية تحويل الوزارات من مستهلكة إلى منتجة، بحيث لا تصبح الموازنة مجرد مبالغ لمشاريع وزارية تشتري بها ممتلكات".
وأضاف أنَّ "على رئيس الوزراء استثمار موازنة هذا العام لتكون موازنة تنمية حقيقية، وأن نحول الوزارات من استهلاكية إلى إنتاجية، لكي نرفع إنتاجية الموظفين"، مبيناً أنَّ "الترهل والشلل الوظيفي موجود بدءاً من أعلى حلقة إلى أدناها".
وأشار كوجر إلى، أنَّ "هناك العديد من الحلول، بينها الشراكة بين القطاعين العام والخاص، أو الذهاب نحو حكومة قطاع خاص بمعنى الوزارة تبقى لإدارة الملف وليس لتحريك كل الموضوعات".
يذكر انه وخلال العقدين الماضيين أجّلت الحكومات المتعاقبة النظر إلى مشكلات التنمية البشريَّة في القطاع الخاص، ولجأت إلى حركة توظيف في القطاع العام، لتصبح الوظيفة الحكومية "حلم الشاب وغايته"، لتتراكم هذه المشكلات وتتضافر حتى باتت عبئاً ثقيلاً على الموازنات المتتابعة مهما كانت انفجارية استثمارياً.