يعتزم مجلس النواب، عقد جلسة مخصصة لانتخاب رئيس جديد للبلاد اليوم الخميس بعد عام كامل على إجراء الانتخابات البرلمانية المبكرة في العاشر من تشرين الأول 2021.
ويأتي ذلك وسط إجراءات أمنية مشددة مع انتشار أعداد كبيرة من القوات الأمنية في الشوارع ومحيط المنطقة الخضراء وإغلاق عدد من الطرق والجسور الرئيسة وسط بغداد.
وأفادت مصادر سياسية بأن البرلمان ماض اليوم بعقد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، لكن طرفي الصراع على المنصب وهما حزب الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة بافل طالباني والحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني متمسكان بمرشحيهما للمنصب، وهما برهم صالح عن الاتحاد، وريبر أحمد عن الديمقراطي.
ويعود منصب رئيس الجمهورية إلى الكردية، لكن الخلافات لا تزال قائمة منذ أشهر بين الحزبين الكرديين الكبيرين،، وفق مراقبين.
وجاء في بيان صادر الثلاثاء عن مكتب رئيس البرلمان أن جدول الأعمال في جلسة يوم الخميس سيكون "من فقرة واحدة وهي انتخاب رئيس الجمهورية".
وقد يعني الإعلان عن جلسة انتخاب رئيس الجمهورية تسريعا للعملية السياسية في البلاد والاتجاه نحو تكليف مرشح الإطار التنسيقي محمد شياع السوداني لتشكيل الحكومة، وبالتالي وضع حد لعام من الشلل والانسداد السياسي.
وتشهد أروقة ومكاتب الكتل السياسية حوارات ومفاوضات جانبية لتقريب وجهات النظر وإزالة أية خلافات تحول دون إتمام عقد جلسة البرلمان وانتخاب رئيس جديد للبلاد وتشكيل حكومة جديدة.
وفي المواقف السياسي أعلن النائب عن كتلة فتح محمد البلداوي أن الإطار ملتزم بموقفه أمام الإتحاد الوطني الكردستاني.
وأضاف أن "الإطار سيجتمع ويخرج برؤية عامة في ملف رئاسة الجمهورية ونحن ملتزمون بموقف الاتحاد الوطني خلال المحاولات السابقة في عملية التصدع للمكونات ولدينا إلتزام معهم في الموقف السياسي".
وتوقع البلداوي "إكتمال نصاب جلسة الخميس لكن بصعوبة" مبينا "نحن مع الاتفاق الكردي في الذهاب بمرشح واحد للبرلمان".
وكان رئيس الاتحاد الوطني الكردستاني بافل جلال طالباني، وجه رسالة إلى الإطار التنسيقي "والحلفاء" في عشية جلسة البرلمان المخصصة لانتخاب رئيس الجمهورية.
وقال طالباني في تغريدة بتويتر :"الأخوة الأعزاء في الاطار التنسيقي وحلفائنا الأخرين؛ نناشدكم باسم اخوتكم في الاتحاد الوطني الكردستاني اللذين وقفوا معكم دائما في أصعب وأحلك الظروف أن تكونوا كما عاهدناكم {المؤمنون عند شروطهم}".
وفي تعليق سريع على رسالة طالباني أعلن عضو المكتب السياسي لتيار الحكمة الوطني فادي الشمري، دعم الإطار لمرشح الاتحاد برهم صالح في انتخابه لمنصب رئاسة الجمهورية لولاية ثانية.
وقال الشمري في تغريدة بتويتر :"أخوتنا في الاتحاد الوطني، معاً نحو انتخاب الرئيس برهم صالح مجدداً رئيساً لجمهورية العراق".
وخاطب الشمري الاتحاد بالقول :"حلفاؤكم في الإطار ملتزمين بتفاهماتهم الوطنية، على امل ان نحقق معاً وكل القوى الوطنية مايسهم في بناء عراق قوي ومؤثر وحكومة خدمة وطنية ناجحة وفاعلة".
وأعلن الاتحاد الوطني الكردستاني، في بيان رسمي مساء أمس أن صالح مرشحه الرسمي لرئاسة الجمهورية.
في المقابل تعقد كتلة الحزب الديمقراطي الكردستاني النيابية، اجتماعاً حاسماً مع الوفد المفاوض للحزب في بغداد، قبيل جلسة مجلس النواب المقرر عقدها اليوم، لبحث موقفهم الأخير من مسألة انتخاب رئيس الجمهورية
وقال عضو الحزب الديمقراطي وفاء محمد كريم :"غدا في الساعات الأخيرة ستحصل المفاجأة وتحسم الامور ونتمنى الدخول بمرشح واحد" ملوحاً "بدخول الديمقراطي الجلسة أو يشكل الثلث المعطل أو يقدم رشيد لطيف مرشحاً".
وأضاف "على الإطار التنسيقي احترام قرار المكون الكردي" واصفا ترشيح برهم صالح "بالحزبي وأن منصب رئاسة الجمهورية للمكون الكردي وليس لجهة معينة".
وتابع "من المخجل أن يصر حزب على مرشحه كالاتحاد الوطني الكردستاني" حسب تعبيره.
كما تضاربت الأنباء، أمس الأربعاء، بشأن الاتفاق السياسي حول اعتماد ترشيح السياسي الكردي عبد اللطيف جمال رشيد لمنصب رئاسة جمهورية.
ومعروف أن رشيد الذي شغل منصب وزير الموارد المائية (2003 - 2010) قدّم نفسه مرشحاً مستقلاً في الدورة البرلمانية الأخيرة، رغم انتمائه السابق للاتحاد الوطني، وهو بالوقت ذاته عديل (زوج شقيقة) رئيس الجمهورية الراحل جلال طالباني.
وسارع الحزب الديمقراطي إلى نفي التوصل الى مرشح تسوية وهو {رشيد}، عبر النائبة فيان صبري، التي قالت في تصريح صحفي: "لم يتم التوصل لغاية الآن إلى مرشح تسوية وإلى الآن، لا يزال مرشح الحزب الديمقراطيلمنصب الرئيس، ريبر أحمد، والمناقشات مع جميع الأحزاب السياسية العراقية، مستمرة".
ومهما كان حجم التعقيد المرتبط بحل مشكلة الاتفاق على رئيس للجمهورية من بين الحزبيين الكرديين، فإن جلسة انتخاب الرئيس اليوم ربما لن تمر بيسر وبسهولة، بحسب مراقبين.