أكد تقرير نشرته صحيفة (ذا هيل) الأميركية، اليوم الأربعاء، أن التهديدات التي تشكلها طائرات الدرونز على قواعد تتواجد فيها قوات أميركية في العراق هو سبب إضافي ودافع لسحب جميع القوات الأميركية من البلاد.
وأشارت الصحيفة في تقريرها أنه "الولايات المتحدة وخلال عقدين من الزمن وتحت إدارة 4 رؤساء أميركيين متتاليين، شنت حرباً بطائرات الدرونز في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والان أصبحت الضربات التي تنفذها تلك الطائرات الصغيرة عبر بعض الجهات تشكل تشكل تهديداً متزايد للقوات الأميركية في العراق، حيث أكد مسؤول في التحالف الدولي وصفها لصحيفة (واشنطن بوست) على انها القلق الأكبر للمهمة العسكرية.وعدت الصحيفة الأميركية تهديد الطائرات انه "أكثر من مقلق وأن يكون سبباً إضافياً لسحب جميع القوات الأميركية من العراق على الفور، خصوصاً وان تلك الفصائل المسلحة لن يكون بمقدورها استخدام الطائرات المسيرة لإلحاق الأذى بالقوات الأميركية إذا لم يكن لديها قوات في المعركة".وحذر التقرير من أن "الولايات المتحدة قد تظل في حالة حرب مفتوحة في العراق، لعقد آخر من الزمن إذا ظل هذا الوضع قائماً، مذكرة بأن الحرب بدأت كمشروع لتغيير النظام وتحولت إلى مكافحة الإرهاب ثم لمكافحة التمرد، ثم لمعالجة الفوضى التي خلقتها واشنطن من خلال تغيير النظام وأصبحت الآن مهتمة بمحاربة تنظيم داعش والفصائل الخارجة عن سيطرة الدولة".ولفتت إلى أن "هذا الواقع كان قائماً خلال إدارة دونالد ترامب، ولم يتغير شيء في هذا الإطار منذ أن تولى الرئيس جو بايدن منصبه، حيث تقول الإدارة الجديدة أن العلاقة الأميركية-العراقية في فترة شهر عسل جديدة بعد تنصيب بايدن، حيث أشار قائد القيادة المركزية الأميركية الجنرال فرانك ماكينزي، في نيسان الماضي إلى أن الحكومة العراقية طلبت بإطالة أمد الوجود الأميركي في البلاد".وأوضح التقرير إلى أن "المسؤوليين العسكريين العراقيين عن إحباطهم من شعورهم بأنهم شريك صغير في علاقة تركز بشكل كبير على الحد من النفوذ الإيراني في المنطقة حسبما ورد في الواشنطن بوست، فيما لفت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في اذار الماضي إلى إنه يريد جولة جديدة من الحوار الاستراتيجي (العراقي-الأميركي)، لإنهاء الحرب الأميركية، وفي جولات التفاوض السابقة أكد الكاظمي انه الإنجاز الذي تم تحقيق في فترة قصيرة جداً فشلت الأسلحة في تحقيقه، مشيراً إلى تقليص حجم القوات القتالية الأميركية في العراق بنسبة 60 %. وبغداد تناقش إعادة انتشار القوات خارج العراق بالكاملوبينت ذا هيل أن "مغادرة العراق أمر منطقي بالنسبة لإدارة بايدن، لأن جميع الحجج نفسها لشرح موقفه من نهاية الحرب في أفغانستان، تنطبق أيضاً على بغداد"، مذكرة أن الرئيس الأميركي عد أن "عمليات مكافحة الإرهاب الناجحة لا تتطلب إبقاء الآلاف من القوات على الأرض وتركيزهم في بلد واحد فقط بتكلفة المليارات كل عام".وأوضحت الصحيفة الأميركية أن "العراقيين يستحقون تقرير المصير وأن القوة العسكرية الأميركية التي لا نهاية لها لن تؤدي إلى تشكيل حكومة عراقية دائمة، وأن توسيع الوجود العسكري في العراق لن يكون له نتائج أفضل من السنوات الـ 18 الماضية من مختلف الإستراتيجيات والطفرات والضربات".واختتمت ذا هيل تقريرها بالقول أنه "إذا أجبرتهم واشنطن على البقاء فلا شك أن القوات الأميركية ستتوصل إلى طريقة للتعامل مع الطائرات الدرونز، لكن لا يتحتم عليها القيام بذلك، إذ لا ينبغي إبقاء قواتنا في طريق الأذى في نزاع دائم لا يدعمه الشعب الأميركي ولا يساهم في أمن أميركا حان الوقت لإعادته إلى الوطن".