وكشف عمرو موسى في تصريحات خاصة ل "من كربلاء الخبر "، أن اللغط المثار حول ادعاءات ونفي وزير الخارجية العراقي الأسبق ناجي صبري في عهد صدام حسين، تجاه ما ورد في المذكرات، قد لا يكون من المفيد إعادة الترويج له، قائلاً إن "الوضع كان آنذاك خطيراً، ولا فائدة الآن من إعادة سرد تفاصيل جانبية قد تكون بعيدة من مغزى الواقعة وأهميتها". مضيفاً، "صبري كان له دور طبيعي بحكم مسؤوليته كوزير للخارجية، وهذه رسالة أتفهمها جيداً ولا أنكرها عليه، لكن خانته الذاكرة في عدد من التفاصيل، بخاصة أنه لم يشارك في النقاش مع الرئيس العراقي، بل كان شاهداً".
ورداً على ما أورده صبري في مقولة "أني صرخت في وجه صدام حسين"، قال موسى، "هذا كلام غير مقبول، ولم يرد في الكتاب بهذا الشكل".
الأمين العام الأسبق تابع قائلاً، "حقيقة كنت حازماً لأني كنت أعرف خطورة الموقف على العراق، وما ورد في المذكرات موثّق تماماً، ليس فقط من خلال المحضر الرسمي، ولكن هناك أيضاً شهادة الأمين العام المساعد رحمه الله أحمد بن حلي، وهي شهادة موثقة بالصوت على هذا اللقاء".
وأوضح موسى، "السفير بن حلي قال في شهادته عبارة محددة هي "بدا أنه يصرخ"، ولم يقل إني صرخت في وجهه. وشتان بين العبارتين، إذ يجب أن يكون النقل من الكتاب أميناً.
وبسؤاله عما إذا كان الرئيس العراقي صدام حسين قد غضب من الموقف الحازم الذي دار خلال النقاشات أثناء تلك الزيارة، قال موسى "لن أخرج عما جاء في الكتاب من شهادة للتاريخ ومن حقائق، فقد تكلمت في المذكرات بصراحة وأمانة ومسؤولية كذلك، ولقد كانت الحرب على الأبواب العراقية، ومن واجب الأمين العام للجامعة الدول العربية أن يتكلم بأمانة وصراحة ومباشرة مع المسؤولين، وطبعاً في إطار الاحترام الدبلوماسي الواجب، وهذا ما حدث".
ما ورد في مذكرات عمرو موسى حول اجتماعه بصدام حسين واجه ردا من وزير الخارجية العراقي الأسبق ناجي صبري (أ ف ب)
تصريحات صبري حملت أيضاً إنكاراً لما ورد بمذكرات عمرو موسى في شأن الرسالة التي حملها من الأمين العام للأمم المتحدة إلى صدام، إذ نفى صبري أن يكون موسى حمل رسالة من كوفي أنان (شغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة في الفترة من 1 يناير( كانون الثاني) 1997 إلى 31 ديسمبر (كانون الثاني) 2001) إلى الرئيس العراقي، بقوله "إن رئيس أية منظمة دولية لا يوجه رسائل إلى الدول بيد أشخاص من خارج منظمته، فما بالك برئيس أكبر منظمة دولية في العالم".
وعن هذا النفي أكد موسى، "هو لم يكن يعرف بهذا الأمر، وتلك الرسالة كانت بيني وبين كوفي أنان ولا علاقة له بها، لقد كنت مكلفاً بها من أنان وأبلغتها إلى صدام حسين، ووزير الخارجية العراقي في ذلك الوقت لم يكن وجهة الرسالة لكي تبلغ إليه، فلقد كان هذا دور الجامعة العربية التي حاولت إنقاذ الوضع الخطير في العراق، والذي كان واضحاً لي وضوحاً شديداً. كانت هناك مراكز قوة موجودة في حكم صدام حسين، ومن بينها منصب وزير الخارجية، لكن في المقابل كان هناك طارق عزيز المستشار القريب جداً من صدام حسين.
ونوّه الأمين الأسبق لجامعة الدول العربية بأنه سيكون ضيفاً على قناة "العربية" خلال الأيام المقبلة، ليتحدث باستفاضة عن هذا الموضوع والنقاط التي أثارت جدلاً بعد نشر أجزاء من المذكرات.
وكان وزير الخارجية العراقي الأسبق ناجي صبري شكك خلال مقابلة مع قناة "العربية" في بعض الوقائع التي وردت في مذكرات موسى، ومن بينها اللقاء الذي جمعه بصدام حسين خلال زيارته بغداد في 18 يناير 2002.
ونفى صبري تحديداً الجزء الذي كشف فيه عن انفعال موسى على الرئيس العراقي الراحل في مسألة عودة المفتشين الدوليين المعنيين بالتفتيش على أسلحة الدمار الشامل، قائلاً "موضوع عودة المفتشين لم يطرح، عمرو موسى قال أنا طرحت عودة المفتشين للرئيس صدام حسين، وطبعاً يذكر أنه انفعل وغضب وتحدث بلهجة عنيفة، ثم صرخ بوجه السيد الرئيس، واستجاب الرئيس بعد ذلك ووافق على عودة المفتشين، وفوضه أن يتحدث باسمه. هل يعقل أن ضيفاً يزور مضيفه ثم يهينه في منزله"؟
وتابع صبري، "هل يعقل أن السيد عمرو موسى المتمرس والمحترف في الدبلوماسية يفقد أعصابه ويتصرف بهذا الشكل؟"، مؤكداً أنه من غير المنطقي أن ينفعل عمرو موسى على صدام حسين، مشيراً إلى أن "المذكرات ضمّت أحداثاً غير حقيقية".
وأضاف أن زيارة عمرو موسى إلى العراق في 2002 كانت فكرته، نافياً نقل موسى رسالة من الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة كوفي أنان إلى صدام حسين.
وجاء في المذكرات، التي تنشر حلقات منها صحيفة "الشرق الأوسط"، الحديث عن جهود موسى والجامعة العربية في القضية العراقية، حيث خصص لها فصلين عبر (63) صفحة، واجتماعه مع الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، في محاولة لتجنيب العراق الضربة الأميركية، وهو ما استفز الجانب العراقي