الصفحة الرئيسية / محافظ نينوى يعلن تبني مشروع فتح مقبرة "الخسفة" الجماعية

محافظ نينوى يعلن تبني مشروع فتح مقبرة "الخسفة" الجماعية

من كربلاء الخبر - بغداد

أعلن محافظ نينوى عبد القادر الدخيل، اليوم الخميس، عن تبني مشروع فتح مقبرة "الخسفة" الجماعية في المحافظة، فيما وصفها بالأكبر في العالم.

وقال مراسل وكالة من كربلاءالخبر: إن محافظ نينوى، عبد القادر الدخيل أجرى- برفقة رئيس محكمة استئناف نينوى القاضي رائد حميد المصلح وعدد من قادة الأجهزة الأمنية- زيارة ميدانية إلى موقع مقبرة "الخسفة"، الواقعة جنوب الموصل، والتي تُعد من أكبر المقابر الجماعية في العراق والعالم.

وخلال مؤتمر صحفي، أعلن المحافظ عن تبنيه مشروعًا جديدًا يهدف إلى فتح مقبرة الخسفة، مؤكدًا، أن "هذه المبادرة تأتي إنصافًا لعائلات الضحايا، الذين ينتظرون معرفة مصير أبنائهم منذ سنوات".

وقال الدخيل في تصريح لوكالة الأنباء العراقية (واع): "إنها لحظة حزن وألم شديد، ونحن اليوم نقف على أرض الخسفة، هذه البقعة التي تحمل في طياتها جروحًا عميقة لأبناء الموصل ومحافظة نينوى".

وأضاف، "لقد تحولت هذه الحفرة الجيولوجية إلى مقبرة جماعية، حيث شهدت واحدة من أفظع المجازر في عام 2016، عندما أقدم تنظيم داعش الإرهابي على إعدام 280 شخصًا، معظمهم من منتسبي وزارة الداخلية، في يوم واحد فقط".

وأشار إلى، أن "الخسفة، المعروفة محليًا بـ"الخفسة"، عبارة عن حفرة طبيعية بعمق يصل إلى 150 مترًا وقطر يبلغ 110 أمتار، استخدمتها العصابات الإرهابية على مر السنين كموقع لتنفيذ الإعدامات الجماعية، ليس فقط لأبناء نينوى، بل حتى لضحايا من خارج المحافظة".

وأوضح الدخيل، أن "حكومة نينوى المحلية، بالتعاون مع رئاسة محكمة استئناف نينوى والأجهزة الأمنية، عقدت عدة اجتماعات متكررة لمناقشة آليات فتح المقبرة"، مشددًا على، أن "من غير المقبول أن يبقى أهالي المغيبين ينتظرون مصير أبنائهم إلى أجل غير مسمى".

وأكد، أن "بعض التقارير تشير إلى أن عدد الضحايا الذين أعدموا وألقيت جثثهم في الخسفة على مدى فترة سيطرة داعش قد يتجاوز 15 ألف شخص، بينما تشير تقارير أخرى إلى أنه قد يصل إلى 20 ألفًا، ما يجعلها واحدة من أكبر المقابر الجماعية في العالم".

وأشار المحافظ إلى، أن "عملية فتح المقبرة تتطلب جهودًا استثنائية وبرنامجًا خاصًا وتمويلًا كبيرًا؛ نظرًا للتحديات الفنية الموجودة، حيث تحتوي الحفرة على كميات كبيرة من الغازات السامة والمواد الكبريتية، ما يجعل النزول إليها أمرًا في غاية الخطورة".

وكشف، أن "محافظة نينوى، بالتعاون مع مؤسسة الشهداء ودائرة المقابر الجماعية وجامعة الموصل، أعدت كشوفات تُقدر المبالغ المطلوبة لفتح المقبرة، إلا أن التمويل اللازم لم يتم توفيره بالكامل حتى الآن".

وأكد الدخيل، أن "حكومة نينوى ستتبنى هذا المشروع، باعتباره حقًا لعائلات الضحايا وواجبًا إنسانيًا وأخلاقيًا"، مشيرًا إلى، أن "المشروع لن يقتصر على الخسفة فقط، بل سيشمل مقابر جماعية أخرى في تلعفر وسنجار، حيث لا تزال جراح نينوى مفتوحة منذ اجتياح داعش للمنطقة".

وتابع بالقول: "لقد رسمنا اليوم خريطة طريق واضحة بالتعاون مع الجهات القضائية، وسنعمل على بدء عملية فتح الخسفة وفق خطة مدروسة، حيث تشير الدراسات إلى أن عمليات التحري والتعرف على الضحايا قد تستغرق عامًا كاملًا"، مبينًا، أن "هذا المشروع ليس مجرد التزام حكومي، بل هو مسؤولية أخلاقية تجاه الضحايا وعائلاتهم، وسنعمل بكل جهد لتنفيذه بما يحقق العدالة والإنصاف".

أمس, 20:11
العودة للخلف