بينما اعتاد العراقيون جواً لاهباً تفوق فيه حرارة الطقس نصف درجة الغليان، يطرأ هذا الصيف ما هو أقسى من ذلك إذ سيحل قيظ يصعب احتماله، فكيف ذلك؟
في تنبؤ يسترعي الاهتمام، كشف الخبير الأنواء الجوية والطقس صادق عطية، حرارة سطح التربة في العراق ستبلغ 66 درجة مئوية، مبينا أن ذلك سيتركز في المحافظات الجنوبية هذا الاسبوع.
ويضيف عطية، أن "درجة حرارة الهواء ستبلغ في الظل على ارتفاع 2 متر عن سطح الارض ستبلغ ما بين 50-52 مئوية".
تأثير عالمي
أعلنت مراكز جوية عالمية، أن تأثير تغير المناخ العالمي في درجة حرارة كوكب الأرض، بدأ يتجاوز تأثير العوامل الطبيعية، مبينة أن العلماء ومنذ سبعينيات القرن الماضي يرصدون تغيرات في مناخ العالم ناتجة عن النشاط البشري، أبرزها انبعاث غازات الاحتباس الحراري إلى الغلاف الجوي للأرض.
ولكن المشككين، افترضوا أن تغير المناخ العالمي لا يلعب دورا حاسما في استمرار تغير درجات الحرارة. واعتبروا أن ظاهرة النينيو، هي العامل الرئيسي في ارتفاع درجات الحرارة على الأرض في السنوات الحارة.
يقول العلماء، إن "شدة درجات الحرارة بسبب ارتفاع درجة حرارة المياه السطحية في المحيط الهادئ، أدى إلى تدفق تيارات حرارية قوية تحت تأثير السريان المضطرب وعملية الحمل الحراري، إلى الغلاف الجوي".
ويوضح العلماء، أن "هذا الأمر جعل سنوات سابقة خاصة 2016 تحتل مركز الصدارة في قائمة السنوات الحارة"، موضحين أن "ظاهرة النينيو في مرحلة الهدوء، لذلك من المحتمل جدا أن يسود الاحترار العالمي، بحيث أن العوامل الطبيعية مثل ظاهرة النينيو لم يعد تأثيرها كبيراً".
مصادر الحرارة
بحسب خبراء، تأتي الحرارة الأرضية من مصدرين، أحدهما هو تقلص الكرة الأرضية تحت فعل الجاذبية عند نشأتها من الغبار الكوني، وهذه الحرارة تشكل نحو 20 % من الحرارة الأرضية المركزية، مضافا إليها الحرارة الناشئة عن النشاط الإشعاعي للعناصر المشعة الموجودة في باطن الأرض، وتشكل حرارتها 80 % من الحرارة الأرضية الكلية.
ودرجة حرارة مركز الأرض تبلغ نحو 7000 درجة مئوية بضغط هائل يصل إلى 360 غيغاباسكال، وذلك بمساعدة النظائر المشعة التي تقوم بإنتاج الحرارة الأرضية، البوتاسيوم-40 واليورانيوم-238 واليورانيوم-235 والثوريوم-232.
ونظرا لكون معظم حرارة الأرض ينشأ من النشاط الإشعاعي يعتقد العلماء أنه في بداية تاريخ الأرض وقبل تحلل النظائر المشعة ذات عمر نصف قصير أن حرارة الأرض كانت أعلى بكثير عن الآن. وقبل نحو 3 مليارات من السنين تدل الحسابات ان معدل توليد الحرارة الداخلية للأرض ضعف معدله الآن. كان ذلك المعدل المرتفع للتولد الحرارة الباطنية والمعتقد أنه كان يبلغ ضعف معدله الآن. ويعتقد ان ذلك المعدل المرتفع في الماضي السحيق هو سبب زيادة الحمل الحراري في الغلاف الأرضي وتحرك الصفائح التكتونية بحيث تسمح بتكون صخور نارية مثل كوماتيتيس، تلك الصخور التي لا تتكون في الوقت الحالي.
أرض منصهرة
ترتفع درجة الحرارة مع زيادة العمق في باطن الأرض وتشير المعلومات عن وجود طبقات أرضية شبه سائلة تصل درجة حرارتها بين 650 و1200 درجة مئوية على أعماق تصل إلى 80 أو 100 كيلومتر من غلاف الأرض Mantle. وتصل درجة الحرار في مركز الأرض على عمق نحو 600 كيلومتر نحو 5650 ± 600 كلفن. ويبلغ مقدار الحرارة الموجودة في الأرض نحو 1 1031 جول.
وربما نشأت بعض الحرارة عن المجال المغناطيسي للأرض، في حين يفترض علماء أن 10 % - 25 % من الحرارة المنتشرة من الأسطح قد تكون ناجمة من تفاعلات نووية في قلب الأرض.
كما قد تنشأ حرارة من قوي المد والجزر على الأرض أثناء دورانها لأن القارات لا تستطيع الحركة مثل المياه، فالأراضي تتعرض لضغوط وأحتكان يولد حرارة.