"انخفاض في درجات الحرارة خلال شهري كانون الثاني وشباط، وأمطار غزيرة"، توقعات جديرة بأخذها في الحسبان لتجنب تبعاتها في بلد يشكو من ضعف البنى التحتية.
موقع العراق الجغرافي جعل درجات الحرارة أشبه بالمناطق المدارية، حيث يقع بين دائرتي العرض 29 و37 شمالًا، وفي مهب الرياح العكسية الغربية خلال فصل الشتاء، وموقعها من الخليج العربي، وبحر العرب والبحر الأبيض المتوسط، إضافة إلى امتداد الجبال وارتفاعها، والتي تقلل من حدة درجات الحرارة وتزيد من فرص سقوط الأمطار، كما أن التضاريس تؤثر على الكتل الهوائية وتحدد مساراتها، واتجاهات هبوب الرياح.
موجات برد مقبلة
يقول التدريسي في قسم علوم الجو بالجامعة المستنصرية عقيل غازي في حديث ل وكالة من كربلاء الخبر إن "موجات البرد متوقعة خلال الأربعين يوما المقبلة، لكن من الصعب معرفة شدتها بالوقت الحاضر"، مبينا أن "درجات الحرارة تبقى بنفس المعدل خلال الأيام الأولى من العام المقبل، وعلى مستوى الطقس فلا يمكن التوقع أكثر من ١٥ يوما بشكل حتمي".
ويوضح غازي، أن "ملامح المناخ خلال الاسبوعين المقبلين، ستشهد ارتفاع درجات الحرارة بشكل ملموس، خاصة بالنسبة لدرجة الحرارة الصغرى، حيث تسجل بحدود خمس درجات مئوية في بغداد، بعد ما كانت صفرا خلال الأيام القليلة الماضية"، مشيرا إلى أن "الأيام المقبلة ومطلع العام المقبل سيشهد البلد فيها حالتين مطريتين، بين متوسطة الشدة والشديدة، في حين تقل الأمطار خلال موجات البرد لأنها تصاحب الضغط الجوي العالي".
ويوصف المناخ في العراق بأنه مناخ شبه مداري، حيث أن معدل درجة الحرارة طوال ثمانية أشهر يزيد عن 20 درجة مئوية، إضافةً إلى أنه مناخ يتسم بسمات المناخ القاري وهي ارتفاع درجة الحرارة اليومية، وقصر فصلي الربيع والخريف، مع قلة هطول الأمطار، وانخفاض الرطوبة النسبية، لهذا تشهد حالة الطقس باستمرار بعض التغييرات، كما يتوقعها خبراء الأرصاد الجوية العراقية.
ماذا عن الأمطار؟
يقول كبير خبراء الاستراتيجيات والسياسات المائية، وعضو هيئة التدريس في جامعة دهوك رمضان حمزة محمد في حديث ل وكالة من كربلاء الخبر إن "الأمطار الموسمية وبالأخص مياه السيول ستبقى أحد أهم مصادر المياه التي ستعوض جزءا من المياه التي تحتجزها كل من تركيا وإيران".
وينصح محمد بـ"المباشرة بتقنيات حصاد الأمطار، خاصة وأن الأمطار ستكون كافية في وسط وجنوب العراق ومنطقة الجزيرة والبادية، إضافة إلى تعزيز الخزين الاستراتيجي ضمن خزانات السدود الحالية وبموازاة تقنين المياه لأغراض الزراعة والري".
جدير بالذكر أن مناخ العراق يقسم إلى ثلاثة أنواع، أولها مناخ البحر المتوسط حيث يسود في المنطقة الجبلية في الشمال الشرقي ويمتاز بشتائه البارد وتساقط الثلوج فوق قمم الجبال وتتراوح كمية الأمطار مابين 400 – 1000 مليمتر سنوياً، وصيف معتدل لطيف لاتزيد معدلات درجات الحرارة عن 35 درجة مئوية في معظم إجزائه، والثاني مناخ السهوب وهو مناخ إنتقالي بين المنطقة الجبلية والمناخ الصحراوي الحار في الجنوب ويقع في الغالب ضمن حدود المنطقة المتموجة وتتراوح أمطاره السنوية مابين 200 – 400 مليمتر، وتكفي هذه الكمية لانتشار المراعي الفصلية، اما الثالث هو المناخ الصحراوي الحار الذي يسود السهل الرسوبي والهضبة الغربية ويشمل 70 بالمئة من مساحة العراق، وتتراوح معدلات الأمطار السنوية فيه مابين 50 – 200 مليمتر ويمتاز بالمدى الحراري الكبير مابين الليل والنهار والصيف والشتاء، وفي فصل الشتاء يسود الجو الدافئ وتبقى درجات الحرارة فوق درجة التجمد ولاتهبط إلى ما دون ذلك إلا لبضع ليال، بحسب الهيئة العامة للأنواء الجوية والرصد الزلزالي.