وقال ولفويتز إن "حرب الخليج الأولى انتهت سريعا وكان يجب ألا تنتهي. وكان على جورج بوش الأب أن يدعم شيعة العراق في الجنوب".
وجاء في مقاله بالذكرى الثلاثين على اجتياح القوات العراقية للكويت في 2 آب/أغسطس 1990 والذي قوبل بتدخل أمريكي مع دول الخليج، أن الخيار الأنسب لواشنطن حينها كان مواصلة دعم المتمردين الشيعة، وليس الاكتفاء بخروج القوات العراقية من الكويت.
ولفت إلى أن بوش قال حينها قبيل التدخل "لن يستمر هذا العدوان ضد الكويت"، مما عنى ضمنيا أنه التزم بالحل العسكري حالة فشل كل الحلول الأخرى.
وعلى مدى سبعة أشهر اتخذ بوش عدة قرارات صعبة بعد التشاور مع مستشاريه، وكان بعضها يحمل مخاطر ولم يوافقه عليها المستشارون.
وببداية آذار/مارس 1991 تم إخراج الجيش العراقي من الكويت وبعدد قليل من القتلى الأمريكيين وقوات التحالف.
وعلى خلاف مستشاريه الكبار لم يكن بوش "مبتهجا"، إذ قال للصحفيين: "كيف أكون مبتهجا وصدام لا يزال في السلطة".
وكتب بوش في 28 شباط/فبراير 1991 "لا أشعر بالنشوة" وقال بعد يوم من إعلان وقف إطلاق النار "لا يزال هتلر على قيد الحياة، وفي منصبه وهذه هي المشكلة. ويشعر الشعب الأمريكي بالفرحة ولكنني لست فرحا".
وكشف لاحقا أن عددا من وحدات الحرس الجمهوري لصدام ظلت متماسكة. لكن كان لدى بوش ثلاث خيارات للتحرك، "الأول، الطلب من صدام شخصيا أو من تحت إمرته الاستسلام، والثاني، تأمين قرار في مجلس الأمن لمنطقة واسعة يمنع فيها الاشتباك بجنوب العراق وهو ما اقترحه السفير الأمريكي في الأمم المتحدة توماس بيكرينغ، أما الثالث فهو التأكيد على منع صدام استخدام مروحياته ودباباته لضرب المتمردين الشيعة في جنوب العراق".
وقال ولفويتز إن الولايات المتحدة ضيعت على نفسها فرصة إنهاء صدام مبكار، في مرحلة التسعينات التي كان فيها التمرد الشيعي بأوجه.
وبحسب المقال، فإن واشنطن اكتفت بطلب دعم الشيعة من دول الخليج، إذ قال لهم بوش الأب إن "صدام مثل الثعبان الجريح، ونحن لا نخشى شيعة العراق".
وختم ولفويتز مقاله بالقول إن الولايات المتحدة لو اتخذت قرارا بالتسعينات لدعم الشيعة، لما احتاجت إلى غزو العراق في 2003، في إشارة إلى أن حكم صدام حسين كان سيسقط قبل ذلك بسنوات.