وقال مراسل صحفي إن افتتاح المعبر تم بمشاركة حشد شعبي ورسمي على الجهة السورية من المعبر، مشيرا الى أن وزير الداخلية السوري محمد رحمون ومحافظ دير الزور عبد المجيد الكواكبي قاما بجولة تفقدية في معبر القائم العراقي اطلعا خلالها على التجهيزات الفنية واللوجستية والأمنية في المعبر واطلعا كذلك على آليات العمل.
وأكد اللواء ناجي النمير مدير إدارة الهجرة والجوازات في سوريا أن افتتاح معبر القائم البوكمال تم بمباركة من الدولتين السورية والعراقية وبعد استكمال جميع الإجراءات اللوجستية على الأرض.
وأوضح اللواء النمير في تصريح صحفي له أنه تم اتخاذ جميع التدابير الأمنية اللازمة لضمان تدفق العمل في حركة المعبر، مشيرا إلى أن افتتاح المعبر سيحقق ضبطاً للحدود وسينعكس إيجابا على عمليات تنقل الأشخاص وتبادل البضائع بين سوريا والعراق وهو العرف المتبع بين الدول بخصوص المعابر التي تنظم هذه الآلية بشكل مشروع.
ويعد افتتاح المعبر الحدودي بين سوريا والعراق نقطة فاصلة في مجريات الإرهابية على البلدين، إذ أن الأهداف الأساسية الغربية لطالما ركزت على الفصل الجغرافي التام بينهما في سياق قطع أواصر طريق الحرير والتأسيس لخطط (الشرق الأوسط الكبير) الأمريكية، وهو ما كان مقدرا لـ (دولة الخلافة الداعشية) أن تقوم به لولا أن تم سحق التنظيم من قبل جيشي البلدين وحلفائهما.
ومنذ الاحتلال الفرنسي لسورية، والبريطاني للعراق، بقيت المعابر السورية العراقية مغلقة في معظم الأحيان، وذلك بسبب التباعد السياسي الذي واظبت الدول الاستعمارية على تغذيته بين البلدين، لضمان استمرار هيمنتها على طرق التجارة البحرية بين غرب آسيا وعمق القارة من جهة، وبين القارات الثلاث آسيا وإفريقيا وأوروبا من جهة أخرى حيث تعد الجغرافية السورية والعراقية بوابة أساسية تربط الخليج العربي بالبحر المتوسط.
وبين اللواء النمير أن افتتاح المعبر يأتي بعد إتمام التوافق بين البلدين وانتهاء تأهيل البنى التحتية، التي كانت سبب التأخير الفعلي بالافتتاح نتيجة تعرض المعبر من الجهتين العراقية والسورية للتخريب من قبل المجموعات والميليشيات المسلحة، مشيراً أن التوافق على افتتاح المعبر يعود للعام 2018 عندما زار وزير الداخلية السابق السوري، وكانت سوريا بأتم الجاهزية من ناحية القرار لكن انتهاء تأهيل البنية التحتية كان السبب الرئيسي للتأجيلات التي حصلت.
وكانت بغداد قد أعلنت عن افتتاح المعبر مع سوريا في وقت سابق بعد موافقة رئيس الوزراء العراقي عادل عبد المهدي على ذلك، بالتزامن مع تأكيد رئيس هيئة المنافذ الحدودية كاظم محمد بريسم العقابي على جهوزية المنفذ أمام حركة المسافرين وللتبادل التجاري.
وكان التجار العراقيون المشاركين في معرض دمشق الدولي بنسخته 61 هذا العام قد أكدوا في وقت سابق الحاجة الماسة لافتتاح هذا المعبر البري والذي من شأنه تعزيز حجم المشاركة والتبادل التجاري بين البلدين بمايعود بفائدة اقتصادية جمة.
يذكر أنه تم تأجيل افتتاح المعبر لعدة مرات من نهاية آب الفائت إلى السابع من أيلول ليصار إلى تأجيله مجددا لأسباب لوجستية حسب الاتفاق مع هيئة المنافذ الحدودية العراقية.
وترتبط سوريا مع العراق بثلاثة معابر حدودية، أولها البوكمال الذي استعادت الدولة السورية سيطرتها عليه نهاية 2017، إضافة إلى معبري "اليعربية والتنف" الواقعان تحت سيطرة القوات الأمريكية.
وكان سفير سورية لدى العراق صطام جدعان الدندح أكد خلال لقائه رئيس هيئة المنافذ الحدودية العراقية كاظم العقابي ببغداد في وقت سابق من الشهر الجاري إنجاز سورية كل المتطلبات اللوجستية لفتح معبر البوكمال وإعادة الحياة إلى هذا الشريان الاقتصادي والتجاري المهم بين البلدين.
يذكر أن معبر القائم على الحدود العراقية السورية تم تحريره من عصابات تنظيم داعش الإرهابي في تشرين الثاني عام 2017 وتأجلت إعادة افتتاحه عدة مرات بسبب عدم الانتهاء من تأهيله.