وفيما يخص الأسعار في ختام الأسبوع الماضي، ارتفعت أسعار النفط الجمعة مع تحول الاهتمام إلى اجتماع "أوبك +" الأسبوع المقبل والتوقعات بأن ذلك سيقضي على آمال الولايات المتحدة في زيادة المعروض.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت 2.89 دولار لتتداول عند 110.03 دولار للبرميل، وارتفعت العقود الآجلة لخام غرب تكساس 3.4 في المائة، إلى 99.67 دولار. وسجل كلا الخامين خسارة شهرية ثانية على التوالي، حيث انخفض برنت وتكساس 4.6 في المائة، و6.8 في المائة، على التوالي.
كما قدم ضعف الدولار وقوة الأسهم الدعم، وانخفاض سعر الدولار يجعل النفط أرخص بالنسبة للمشترين بعملات أخرى.
ارتفعت الأسهم العالمية، التي غالبا ما تتحرك جنبا إلى جنب مع أسعار النفط، على أمل ألا يكون تشديد السياسة النقدية الأمريكية متشددا، كما كان متوقعا في البداية بعد أرقام النمو المخيبة للآمال.
وفي هذا الإطار، ذكر تقرير "ريج زون" الدولي، أن أسعار النفط الخام انخفضت للشهر الثاني على التوالي، حيث عوض تدهور توقعات الطلب المخاوف بشأن نقص الإمدادات المادية، مشيرا إلى أن الخام الأمريكي حقق مكاسب الأسبوع الماضي بنحو 4 في المائة، ومع ذلك سجلت العقود الآجلة أول انخفاض شهري متتال منذ 2020 حيث غذت المخاوف من التباطؤ الاقتصادي المعنويات الهبوطية في جميع الأسواق.
وأشار التقرير إلى انكماش الاقتصاد الأمريكي للربع الثاني، حيث أدى التضخم المتفشي إلى تقويض الإنفاق الاستهلاكي، لافتا إلى تأكيد مجموعة "سيتي جروب" الدولية أن هناك دلائل على أن سوق النفط في حالة اعتدال.
ونوه إلى بيانات لشركة إكسون موبيل تشير إلى عدم وجود علامات على تدهور كبير للطلب على الوقود، كما لا توجد مؤشرات على أن الاقتصاد العالمي على وشك الركود، مشيرا إلى تخلي النفط عن معظم المكاسب التي تم تسجيلها في أعقاب الحرب الروسية في أوكرانيا.
ولفت إلى أن الارتفاع في أسعار الطاقة دعم أرباح منتجي النفط الخام، حيث انضمت شركتا إكسون وشيفرون إلى شركة شل وحققوا أرباحا قياسية، كما ساعد ضعف الدولار على تعزيز أسعار السلع الأساسية، كما أنه لا تزال أساسيات السوق قوية، حيث إن هناك مخاطر جدية بشأن العرض، في وقت ستبدأ العقوبات على روسيا بشكل أكثر جدوى في وقت لاحق من هذا العام.
وأكد التقرير انخفاض إنتاج النفط الخام في الولايات المتحدة خاصة من حوض بيرميان الغزير الإنتاج، حيث توقف النمو إلى حد كبير حتى مع إضافة المنتجين لمنصات الحفر بسبب ارتفاع التضخم في كل شيء من العمالة إلى تكاليف المعدات.
وأشار إلى انخفاض تدفقات النفط الخام الروسي، ما أدى إلى تشديد الأسواق في أوروبا.
وأوضح التقرير أنه لا يوجد مؤشرات رئيسة على تدهور الطلب على الوقود، حيث من المرجح أن يستقر النفط الخام حول 100 دولار للبرميل، عادا أن مؤشرات الأسابيع الأربعة السابقة تبين أن المتداولين يواصلون المراهنة على نهاية انخفاض أسعار النفط، حيث بدأ مديرو الأموال في إغلاق مراكز البيع، كما يشير هذا الاتجاه التجاري إلى أن المضاربين والتجار ومديري صناديق التحوط يتطلعون إلى انتعاش الأسعار بعد هبوطها 20 في المائة منذ منتصف يونيو الماضي.
وأفاد بأن الحرب والعقوبات العالمية على النفط الروسي والمخاوف من ارتفاع أسعار الفائدة كانت لها تأثيرات واسعة في السوق خلال النصف الأول من العام وأدت إلى انتشار حالة عدم اليقين والتقلبات السعرية، ما يضخم التحركات صعودا وهبوطا لمخزونات النفط.
وتوقع التقرير أن يظل الطلب على البنزين قويا في الولايات المتحدة في مواجهة الأسعار المرتفعة، التي من المرجح أن تواصل الارتفاعات على أساس حالة الطلب المكبوت في الأسواق ولكن لا يزال الوضع العام للسوق متقلبا، بينما توجد مؤشرات تدعو إلى التفاؤل بأن أسعار الضخ ستنخفض في المدى القريب دون تأثير إضافي في الاقتصاد الكلي.
وسلط الضوء على إعلان وزارة التجارة الأمريكية أن الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي انخفض 0.9 في المائة في الربع الثاني بعد انخفاض 1.6 في المائة في الربع الأول، وهو ما كان له تأثير أكثر وضوحا في المضاربين على ارتفاع أسعار النفط.
ومن جانبها، ذكرت وكالة "بلاتس" الدولية للمعلومات النفطية أن أسعار النفط الخام ارتفعت بسبب شح المعروض العالمي، الذي تفوق في تأثيره على مخاوف الركود الاقتصادي العالمي، إضافة إلى تأثير انخفاض الدولار الأمريكي إلى أدنى مستوياته في شهر واحد.
وأضاف التقرير أنه بموجب اتفاقية "أوبك +" الحالية ستلغي المجموعة في أغسطس آخر تخفيضات إنتاجها وتستعيد حصصها إلى مستويات ما قبل الوباء.
تباع العقود الآجلة لخام برنت في الشهر الأول بعلاوة متزايدة لأشهر التحميل اللاحقة، وهي بنية سوق تعرف باسم التراجع، ما يشير إلى ضيق العرض الحالي. وسيكون المحرك الرئيس هو الاجتماع المقبل لمنظمة البلدان المصدرة للبترول "أوبك" وحلفاء بقيادة روسيا، المعروفين باسم "أوبك +"، في 3 أغسطس.
وقالت مصادر في "أوبك +": إن المنظمة ستدرس إبقاء إنتاج النفط دون تغيير لسبتمبر، وقال مصدران من "أوبك +": إنه ستتم مناقشة زيادة، ومع ذلك، قال محللون إنه سيكون من الصعب على "أوبك +" زيادة الإمدادات، بالنظر إلى أن عديدا من المنتجين يكافحون بالفعل للوفاء بحصص الإنتاج.
من جانب آخر، ذكر تقرير "بيكر هيوز" الأسبوعي الأمريكي أن إجمالي عدد منصات الحفر النشطة في الولايات المتحدة ارتفع بمقدار تسع الأسبوع الماضي، حيث ارتفع إجمالي عدد الحفارات إلى 767 هذا الأسبوع - بزيادة 279 منصة عن عدد الحفارات هذه المرة في 2021.
ولفت إلى ارتفاع الحفارات النفطية في الولايات المتحدة بمقدار ستة هذا الأسبوع إلى 605 حيث ارتفعت منصات الغاز بمقدار 2 إلى 157 وارتفعت منصات متنوعة بمقدار 1 إلى 5.
ونوه التقرير إلى ارتفاع عدد الحفارات في حوض بيرميان بمقدار 2 إلى 351 هذا الأسبوع وقد زاد عدد الحفارات في إيجل فورد بمقدار 2 إلى 72 بينما زادت منصات النفط والغاز في بيرميان بمقدار 108 حفارات عما كانت عليه في هذا الوقت من العام الماضي.